العاشق المجنون
لي قد أتتْ بعد الغيابِ تعاتبُ
و بنبرة الشَّاكي المُحقِّ تخاطبُ
لكأنَّما الجاني أنا، لـتقولَ لي
يا شاعري لمَ أنت عنّي غائبُ
أنا يا فتاتي حاضرٌ، هذا أنا
برقٌ إذا ما قد دُعيتُ (أُجاوبُ)
وملازمٌ كالظّلِّ روح قصيدتي
وعلى دروسي في الغرام مواظبُ
عيناي في عينيك تقرأ لا ولم
تنفكّ أيٌّ منهما وتجانبُ
هوس القراءة والتفكر فيهما
فاق الخيال، أللـ عيون نُحاسب!؟
وأنا أفتّش فيهما عنّي ولم
أرَني وعنّي ما فتئتُ أطالبُ
وأخوض ضدّ الشَّوق حرب تَصَبُّرٍ
وبمعصم الصّبر الهزيل أُحاربُ
جيشًا من اللوعات مُحتَرِبٌ به
ما هلهل الدمع الفؤاد الهاربُ
سأغيب أين؟ وحول جسمي هالةٌ
من فيضِ نور هواكِ أنتِ، تصاحبُ
سأغيب أين!؟ وعشق قلبي آخذٌ
بزمام حسي إن سلوت يُجَاذبُ
أنا حاضرٌ وسلي فؤادك واسألي
عينيك، من ذا للعيون يُغالبُ
والسُّكْر ما بعد الثمالة، إنني
دنًّا من العشق المُبَتَّعِ شاربُ
وسلي أشاعرتي قوافي شاعرٍ
بالحرف في ورد الخدود يُشاغبُ
وتشدني لرحيقِ ثغرك ظمأةٌ
جالت بأعماقي وشوق لاهبُ
ورحى احتدام الشّوق تطحن في الحشا
والقلب من حرِّ الصَّبابة ذائبُ
وهناك أسئلة تهز لواعجي
كمتى لهاتيك الخدود أداعبُ
ومتى سأقطف ورد خدٍّ حالمٍ
والثّغر من شهد الرِّضاب يُشاربُ
وعلى غضيض القد ألوي ساعدي
ومتى لها وأنا البعيد أُقاربُ
وبأيسري تتسارع النبضات ما اسـ
ـتحضرت أني للتلاقي ذاهبُ
العاشق المجنون فيكِ أنا، عدا
أني لأجلك في الغرام أحارب
أخفي شعوري فيكِ عنك وجاهلٌ
مثلي لما يُبدي وكيف يُخاطب
عبدالرحمن حمود
تعليقات
إرسال تعليق