لكلِ إنسانٍ صديق مميز حتى لو افترقا تبقى ذكراه في القلب إلى الأبد...
الرفيق...
...
عذرا حبيبتي
أنا اليومَ مختلف
بعدَ الياءِ يعودُ حرفُ الألف
ذاكرةٌ حُبلى
عن رفيقٍ جاءَ
بعدَ الغيابِ معترف
أنَّ الشوقَ شدَّهُ
ورؤيا منامٍ تسبقُ العزف
والحنينُ إلى الصبا
من النبعِ الأصيل يغترف
عن أحداثٍ لا تُنْسى
بها الروحُ اليومَ تأتلف
ومن هناك الى هنا.. هكذا صرنا
لا تخونُ العهدَ
وشرفُ الكلمةِ لهُ معنى
بالوفاءِ والحبِّ نشأنا
والإيثارُ بالصَحْبِ يسمو بنا
الزورقُ ليلاً يحملُ أحلامَنا
وانعكاسُ القمرِ نراهُ تحتنا
والنجومُ يغني نورُها
وكأنها تشعر بنا
وامُ كلثومٍ تصدحُ بصوتها الشجي
ودارتْ الأيام
قابلني والأشواق في عينيه
سلم وأخذ يدي في يديه
نصرخ طرباً.. نكادُ نطيرُ شوقا
ليتنا نلمسُ يدَها
وبالهمسِ روحُنا ترتجف
كلمةٌ ناعمةٌ تحتَ النافذةِ
وألفُ عينٍ في الزقاقِ تراقبُنا
نخافُ من أبي وأبيه
ويا ويلنا من أبيها
نختلسُ النظرةَ سراً أو نلوحُ بأيدينا
وتلك الإشاراتُ أقصى أمانينا
عشقٌ بريء يسحرُنا
راحتْ الأيامُ
وما كنا ندري
أنَّ الزمنَ يدورُ بنا
عن ماذا أحدثُكِ يا حبيبتي،
عن صديقِ العمرِ
عز في الزمانِ وجوده
مَنْ كانتْ تأنسُ الروحُ بهِ
ومَنْ ومَنْ ومَنْ
واليومَ نحنُ غرباءُ في هذا الزمنِ
وكأنَّ دجلةَ يُنكرُنا
تغيرتْ ضفافُهُ
فلا نعرفُهُ ولا يعرفنا
ومضى العمرُ يا حبيبتي
ومن هناك الي هنا
الأنسُ ديدنه يتلاشى
ويأخذُ معه ذاك العزف
ونعودُ بعد الياءِ إلى حرفِ الألفِ
..
رائد عبد حمود
تعليقات
إرسال تعليق