بيادر الأدب
سَيراً على نهج الأدب
أكتب وفي كل مرة أكتشف
شيئاً جديداً في الشعر
وكأن الشعر أنفاسي
ففي كل مرّةٍ أكتشف حرفاً
بروح القصيد
سَيراً على سَراب الواقع
والخيال
فَقَد جنيت حباً
تحت وطأة النصوص
وبينَمَا أكتب رافعاً رأسي
فوقَ سماء الأبجديات
لأكتب التاريخ بنبيذ الحرف
لأكتب ما تبقى من أيام عمري
لأحافظ ما تبقى ..
من ذكريات
فَما عادَ السكوت شيئًا
رغم اختلاف الليل والنهار
رَغم تَفَرق الفصول
رَغم أنين الحب
رغم صغار الليل والأشباه
رَغم طَرائف العَام
رَغم اختلاف المنَاخ
ما عَاد الحَنين كافٍ
ليجني الفَرحة إلى قلبي
ففي مَحضَر الحَرب
تَفقد الحب قيمتها
وتَفقد القبلة لذتها
ويفقد الحضن لذته
حتى الشوق والغرام
يفقدان قيمتهما
فالحرب انتزعت منا كل جميل
وأنا اليوم أكتب .. أكتب
عَن حب لم أحب
عَن وطن لم يعد وطناً
عَن شعر لم يعد شعراً
عَن ربيع لم يعد مزهراً
عَن شتاءٍ لم يعد ممطراً
عَن طبيب لم يعد طبيباً
عَن جرح لم يعد مؤلماً
سَيراً على نهج الأدب أكتب
وأعزف عزفاً بلا عود ولا وَتَر
فأنا .. أنا لا أعي التمجيد
وبيادر الحبّ تطاردني
لأكتب عن حلم استباح
أقنعة البيادر
عن شيءٍ يتخلخل في عقلي
يجعلني أفكر كثيراً
عن طريق ينتزع الكآبة
من ذاكرة الماضي المهين ..
سَيراً على نهج الحداثة ..
والتاريخ
يخاصمني الحبّ تحت وطأة
الظلام
وأنا لا أدري الليل من النهار
ولا الشروق من الغروب
فقلبي لا يدعم إلا السلام ..
السلام
الفاتح محمد _ السودان
١٢ مايو /٢٠٢٤م
تعليقات
إرسال تعليق