«شرفة العمر الحزين»
***********
عشت عمري كله
شتاء وخريف
وظللت أحلم كل يوم
أن يأتي الربيع
وطال بي الانتظار
في شرفة العمر الحزين
أتدثر بالأمل
كلما اشتد بي الصقيع
وكلما مر عام
أنتظر البشارة تأتي
في عام جديد
يأتي فيه الربيع
مرت الأعوام تباعاً
عام خلف عام خلف عام
والأيام تزداد قسوة
والعمر شيء فظيع
كم تمنيت أن يسرع الخطى
ولكن الأمنيات عندي مستحيلة
في زمن القساوة شنيع
لم تشفع عنده طيبة القلب...
ولا طيلة الصبر على الأحزان...
ولا كثرة جروح الروح
وآلام القلب
وكأن الفرح علي منيع...!!
حتى جاءني سهم الموت
في وتين القلب
من سند الحياة
ممن ادخرته للأيام عوناً
وليت الموت وقيع
لأذوق الموت مراراً
وطعم السكرات مرير...!!
أيا موتاً يأبى يقربني
ألا لك من سبيل أسلكه...؟!
أو باباً أكون له قريع...؟!
لأترك دنيا نكرتني
فكرهت كل ما فيها
فكل ما فيها وضيع
فامدد يدك بكأس المنايا
فكم تجرعت أمر منه...!!
ولم أشتك يوماً
وكن معي خير صنيع...!!
محمود عمر
تعليقات
إرسال تعليق