عائدة إلى الحياة 4 / فكرة الأستاذة جوني العيا بقلم الكاتب مازن سعيد العلي
في غرفة المعيشة أخبرته نهى أن طليقها قد اتصل بها وقال أنه في ورطة ثم بدأ يراوغ من خلال محاولة إطالة الاتصال والسؤال عن طفليه ثم طلب مقابلتها وهي اختصرت عليه الاتصال وأنهته
غالب : لقد اعتدنا أن نتناقش بكل صغيرة وكبيرة
وأنا لي رأي مخالف لرأيك أرى أن توافقي على مقابلته كي تستوضحي الأمر
نهى : ألا يكفيني ما سببه لي من أذى ، مضى على ذلك وقت طويل ولن اعود لنقطة الصفر كفاني ما ذقته من مرار بسببه
يقاطعها قائلا : لابد أن تواجهي الواقع فهو والد طفليك وأنا أرى أن تجلسي معه كي تتضح الصورة أمامك ومن ثم تتخذي القرار المناسب
نهى : هل أنت متاكد أن تلك هي رغبتك
غالب : أنا أختار الصح وليس ما أريده أو حتى ما تريديه أنت
نهى : أفهم من كلامك أنك لا تحبذ هذا اللقاء وأنا مثلك وأتفق معك
يقاطعها قائلا : اخبرتك لا علاقة للقناعات بذلك والأصح أن تقابليه كي تعرفي كل شيء وبعد ذلك نتناقش ولك مطلق الحرية باتخاذ القرار الذي ترينه
نهى : بل القرار الذي نراه أنا وأنت ، وافقها على ذلك
" في داخلها كانت تشعر بالراحة والرضى ففي كل مرة كان يفاجأها بطريقة نقاشه حتى أنها كانت تطلق عليه لقب الفيلسوف "
رغم هذا النقاش الجاد حضنها وبدأ يغازلها وهي ترد له الصاع صاعين بين ضحكات و همسات خيم الظلام كي يخفي ما حدث لاحقا
في الصباح الباكر نهضا من فراشهما كي يحضرا كل شيء معا بحب ورضى كاملين
ذهب غالب لعمله أما هي فقد حضرت لوازم طفليها فموعد الصيدلية لازال باكرا خطر ببالها أن تتصل به كي تحدد موعدا للقاء امسكت هاتفها المحمول واتصلت ، مضت الثواني دون رد
نهى تحدث نفسها : صحيح ليس من عادته ان يستيقظ باكرا أقفلت الخط ، تاقت لشرب فنجان من القهوة
جلست عند النافذة الكبيرة المنخفضة في غرفة المعيشة نظرت للأبخرة المتصاعدة من فنجان القهوة تخيل لها كأنه اهتزاز غصون الأشجار كما حدث في تلك الليلة حيث عادت بالذاكرة لزمن مازالت تتمنى لو لم يكن
كانت قد نظرت للساعة المعلقة على الجدار متجاهلة صخب الحفلة الراقصة المقامة بمناسبة عيد ميلاد صديقتها لطيفة المقربة منها ، قالت بنفسها " حان الوقت سأكلم والدي " عانقت صديقتها متمنية لها ايام سعيدة و انصرفت ، نزلت عبر سلالم البناء ثم خرجت تنتظر على الرصيف المقابل بجانب أحد الأشجار / يتبع
تعليقات
إرسال تعليق