وَردةٌ حمراءُ ....
أَينَعتَ يا وَردَ الربيعِ وأَينَعَت...
بكَ في الصدورِ الحانياتِ الأفئدةْ
وتَبَسمَت تلك الوجوهُ وأشرقَت....
وتَنَسّمَت طِيبَ الأَريجِ الأوردة
والقلبُ غَرَّدَ بالحنينِ مُناديا...
صَمْتَ القصائد في السُطور الواعِدة
إن طاب لَحني جاءت الدنيا بهِ...
أو أَدبَرَت إن ما أَسأتُ مَقَاصِدَه
ماذا جَنَى' القلمُ الشغُوفُ بِجهْدِهِ...
إلَّا خُطوطاً مِن رَغَائبَ سائدة
وتَجَسَّدَت عند التَنَاغُمِ صورةٌ...
ضَجَّت حياةً في المُتُونِ الرائدة
تَبدو وتَخْبُو في الشوَاهِدِ إنما...
تَقتَاتُ مِن دَمْعِ العيونِ الوَاجِدِة
و أَوَابِد الشعرِ التي أرسلتُها...
أَمَّنتُهَا سِرَّ السنينَ البائدة
كلُّ الذي خاصمْتُهُ في سِيرتي...
يَحكِي أقاصيصَ الحياةِ الشاهِدة
دَوَّنتُ فيها ما عَرَكْتُ مَعَاشَهُ...
صَيدُ الخوَاطر مِثْلُ حربٍ بارِدة
في وَردةٍ حمراءَ كانت قِصَّتي...
مع مِحنَتِي مع غُصَّتِي ..مُتَعاضِدة
لِلْحُسنِ فيها قِصةٌ و رِوايةٌ...
و رَسَمْتُها ظِلَّاً بِروحٍ ناهِدة
وكَتَبتُها شِعراً على ضِلْعِ الهوى...
لُغْزَاً تَعَصَّ على الظنونِ الجاحدة
كلُّ الشُجونِ تَمُوتُ عند جَمالها...
والروحُ سُرَّت في هَوَاها شارِدة
وشَمَمْتُها لا مِثلَ شئٍ رائجٍ...
شَيئاً يُرَى' في العمْرِ رؤيا واحدة
كلُّ الورودِ مَآلُها لِذبُولِها...
إلَّا نَضَارةَ وَردتي هيَ آبِدِة
أَوفيتُها كلَّ العطاء وليتني...
أَبقيتُ شيئا للخُطوب الواردة
فإذا النَوَايا أَفصَحَت عن سِرِّها...
لاحت خَبَايا المُدَّعِين الراقِدة
في رَجفَةٍ دون التَوَقُّعِ أَسفَرَت...
عن خُدعَةِ الشوقِ الكَذُوبِ الفاسدة
كالّلصِ أَقبَلَ سارقاً مِن بَهْجَتِي...
سِحرَ السرورِ وما الحَنَايا حاشدة
لَيلٌ طويلٌ حانِقٌ ورأيتُني...
وَحدي أَصارِعُ في السُكُون مَكَائدَه
لَمَّا أَتَى' عَمَّ الوجودَ بِخِفَّةٍ...
ومَضَت تُقَامِرُ في دُجَاهُ مُعَانِدة
سَرَقَت فؤاديَ واستَبَاحت أَحرفي..
إلَّا بَقَايا مِن دموعٍ زاهِدة
ما لِلوَفاءِ مِنَ الحِسانِ غِوَايَةٌ...
إلَّا كَخَيطِ العنكبوتِ الزائدة
ما عاد يُغرِيني البَرِيقُ وإنما...
كلُّ الرَزَايَا في الِّلحَاظِ المَارِدة
ونَزَعتُ مِن رَيبِ الزمانِ قَصيدةً...
تَروِي أَهَازِيجَ الوَصَايَا التَالِدَة
فَبَنَيتُ صَرحاً مِن جنونِ قَرِيحتي...
بَلَغَ العَنَانَ إلى النجومِ الخَالدة
وأنا هُنا طَيرٌ كَسيرٌ مَرّةً ...
أو مَرّةً مِثلَ الصقُورِ الصاعدة
وبَقِيتُ وَحدِي حائراً في شَهْقَةٍ...
أرنو إلى ذِكْرَى' تَرَاءَت عائدة ...
عبدالله البنداري
تعليقات
إرسال تعليق