التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الرائعة أ/مها حيدر/////


الكعك الأسود

جاء ولد صغير إلى محل الحلوى، قال لصاحب المحل العجوز :
- يا عم، هلا أعطيتني كعكة؟فاليوم عيد ميلاد أختي.
-حسنًا يا بني، إنه جاهز .
أستغرب : ما هذا ؟! لماذا هو أسود؟!
سكت العجوز وعلامات الحزن بادية عليه، ثم أشار إلى الباب :
-يا بني إذا لم يعجبك إذهب إلى مكان آخر.
طرق الباب :مرحبًا يا عم، أنا جائعة أين الكعك؟.
-أهلًا بك صغيرتي، أطيب كعك لأجمل بنت.
نظرت إلى الكعك بإستغراب !
-لماذا لونه أسود؟!
-لا عليك يا أبنتي، تذوقيه ولن تندمي أبدًا.
أخذته مبتسمة ورجعت إلى المنزل مسرعة.
انزعجت أمها قائلة :
-كيف تأكلين هذا الشيء الغريب؟!
لم تجب، وقد كانت يداها ملطخة بالأسود وفمها كذلك، كانت تتمنى إخبار أمها إنه ألذ كعك تذوقته.
في اليوم التالي، منعتها أمها من الذهاب إلى ذلك المحل، لكنها كانت حبيبة أبيها،فأقنع الأب زوجته بالسماح لهابالخروج.
-صباح الخير عماه!
-صباح الخير يا بنيتي..!
لقد تذوقت الكعك ...كم هو لذيذ ...!!
أكيد تريدين واحدة أخرى.
-لا .. أردت أن أسالك لماذا كان أسود اللون !!
-فهمت، أجلسي سأجلب لك العصير.
-هيا أنا متحمسة !!
-منذ كنت صغيرًا كنت فاقدًا للبصر، كان رفيق دربي اللون الأسود، ذات يوم كنت على وشك الغرق لم يساعدني أحد، فقط الأسود، فاخترت العزلة، لا أختلط بأحد، أنا وهو فقط.
-لماذا أنت وحيد،أين عائلتك ؟
-فقدت عائلتي منذ خمسين عامًا أثر حادث نجوت منه فاقدًا بصري، تحولت حياتي إلى حزن وشقاء، لم يقف معي إلا اللون الأسود، كان لي أبًا و أمًا وصديقًا، بعد مضي سنين طويلة تركني في المستشفى، وغادر بصمت لكن ذكراه باقية ولم أنساه.
أفتتحت محلًا للحلويات وأسميته على إسمه، وأخترت اللون الأسود ليكون علامة للكعك.
-إذًا تشتاق إليه ؟
-نعم .. رغم إنه يحيط بي كهذا السواد.

مها حيدر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي