عائدة إلى الحياة 1/فكرة الأستاذة جوني العيا
بقلم الكاتب مازن سعيد العلي
عندما انتهت من تسجيل لائحة بما ينقصها من عقاقير وأدوية عادت لخلف طاولتها ألقت نظرة متأنية على المكتوب ثم أعطت تلك الورقة لمندوب شركة الأدوية الذي تفحصها ونقل محتوياتها بدقة
المندوب : دكتورة نهى كل ما طلبته موجود وسوف تصلك كل النواقص غدا مساء على أبعد تقدير
د. نهى : لا مشكلة معك كل الوقت
صافحها وانصرف وهي بدورها عادت لتتابع تنظيم و ترتيب الأدوية والعقاقير الطبية على الرفوف
أثناء ذلك لاحظت اهتزاز هاتفها النقال كعادتها مشت بهدوء وأمسكت به كي تر من المتصل
استغربت الرقم حاولت تذكره لكن ذاكرتها خانتها هذه المرة
عاد الهاتف للاهتزاز وظهر نفس الرقم
وضعت الهاتف على أذنها واستمعت
الصوت : ألو كيف الحال نهى
لحظة وجمدت الدماء في عروقها وتغيرت معالم وجهها من النضارة للشحوب قالت بنفسها هل يعقل ان يكون طليقي ثائر
ثائر : أرجوك استمعي لي فأنا بورطة وترددت كثيرا قبل أن أتصل بك
د. نهى : تفضل أكمل كلامك
ثائر : متأكد إنك تعرفت على صوتي
د. نهى : تفضل كنت تتحدث عن ورطة أو مصيبة وبغير ذلك لا تضع الوقت فأنا مشغولة
ثائر : أحتاج مساعدتك وكذلك أن تستمعي لما سأقوله بكثير من الرحمةوالهدوء.
د. نهى : لازلت أستمع لك تفضل
ثائر : كيف حال الأولاد صحتهم دراستهم هل يسألون عني
د. نهى : "ضحكة تشوبها السخرية ممزوجة بالألم و الإستغراب" بأحسن حال ويعود الفضل لغيابك الكامل عنهم أكمل حديثك عن سبب اتصالك
ثائر : أنا بحاجة كي أقابلك و أتكلم معك
قطعت عليه الكلام لا ضرورة لذلك فكلانا متزوجان ولا يصح أن نتقابل لأي سبب كان
تنهي نهى الاتصال وقد ظهر عليها الانزعاج الشديد
تتابع عدد من المرضى و تعطيهم الأدوية بناء على الوصفات التي كانت بحوزتهم تلاحظ اهتزاز الهاتف المحمول يظهر عليها التوتر تلقي نظرة على الرقم لكن سرعان ما تتغير ملامح وجهها تسرع بفتح الاتصال بعد تأكدها من خروج أخر مريض من الصيدلية ( كان زوجها غالب)
نهى : أهلا حبيبي بلهجة فيها غنج "لم تشتق لي بعد
منذ ثلاث ساعات كنا مع بعض في البيت مع ضحكة ناعمة لطيفة "
غالب : وهل مدة ثلاث ساعات قليلة لكن ليس هذا سبب اتصالي
تقاطعه : إذا لم تشتق لي هات ماعندك قالتها مفتعلة نبرة المستنكرة الغاضبة
غالب : على رسلك لندع قضية الاشتياق للمساء عندها ستعرفين مقدار شوقي لك /يتبع
تعليقات
إرسال تعليق