التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم/كريم خيري العجيمي/////


حين فراق..!!
ـــــــــــــــــ
-#أما_بعد..
فنحن لا نفترق حين نتساوى..
ولا نتساوى حين نفترق..
ففي الفراق، يزرع أحدنا العثرات..
وعلى الآخر أن يحصد تعب الخطى..
يزين أحدنا الموت بتلويحة..
ويحمل الآخر عبء الزهور التي تذبل..
ويتحمل وحده كل أوزار الخريف..
برودة الريح..
، ولعنة الوحدة..
وتساقط الورق..
أحدنا يفاوض على شبر أرض لحلم ينزف..
والآخر يدفن كل الأمنيات حية..
وكأنما يخشى عليها عار التأنيث..
خبيث، ذلك القلب الذي يجعل من الشوق سلعة رخيصة..
يقايض عليها بخيوط شمس غد جديدة..
بعدما أفلت في زاوية الأمس..
لا اعتيادا للأفول، وإنما لأن يده الآثمة قطفت ضياءها..
وباعتها موشحة بالظلام لسطوة الليل..
ملعون قلبك، الذي حاك من الغياب رداءً، يخفي خلفه جسد الخيانة الملطخ بالخطيئة..
وهو يعلم جيدا ألا سبيل لديَّ للحاق به..
وأنا المدجج بالعجز والشوق، الممتلئ بالسقوط والوجع..
المحترق انتظارا حتى الانطفاء..
المزدحم بك حتى آخر رمق من أسى..
فلا جوازا أملك ولا تأشيرة..
لا خارطة للسير، ولا دليل يقتفي لي الأثر..
نحن ياصديقي لم نفترق عند الوداع المشوه..
الملوث بكل أصناف الرجاء، المنسوب إلى التوسل أكثر منه إلى الاستبقاء..
لكن فراقنا كان..
منذ أول صفعة خذلان، زينت بهتانا بزهور الأعذار الملونة..
وختمت بخاتم الاعتذارت الواهنة..
وسميت زورا بغير حقيقتها..
خوفا من سوء النسب..
أتعلم؟!..
لأن التخلى أشد عارا وأخزى من أن يسمى القلب-بين الجموع-لقيطا..
نحن ياصديقي لم نفترق الآن، وأنا أحصد غراس عيوني ملحا حارقا..
لكننا افترقنا قبلها..
حين تركت في عيني جذع الحنين القاسي..
لأنزف وتضحك..
وأتألم، فتنتشي..
نحن لم نفترق حين أدرت لي ظهرك..
لكن افترقنا قبلها بكثير..
أتعلم، حينما أدرت عني قلبك..
ووليتني جدار الصد والعقوق..
حينما ناديتني كذبا يا ابن قلبي..
وأنا لم أعبر قيد شبر، عتمة روحك..
ولم أرتق لمنزلة الغرباء حتى..
فبعض الغرباء قد يمنح كتفا لتتكئ..
أو ساعدا يقيم انكفاءة..
وأنت، ماذا فعلت؟!..
لا شيء، إلا أن كسرت في كل موضع متكئي، وتركتني على جمر القهر أحبو وأنا أناضل لأصل، بينما تجاهد مستبسلا لتزرع مسافات جديدة..
لا يدا مددت، إلا لتفعل كما يفعل قاطعو الطرق..
تلم عني مخاتلة بعض مفترق..
وتنصب لي ألف مفترق..
يا للدناءة..
كذب لسانك فأحسنت الظن، ظنا مني أن اللسان قد يزل..
وأن المحب لابد يعفو..
لكن، أن يضل قلبك ثم يقف في صفوف المتقين يصلي..
جاهدا، يقنعني أنه يلهج بالدعوات لأجلي..
ألَّا يقسو قدري فأنزعج..
ثم تطهو لي الرزايا خلف الرزايا على نار الغدر..
وتضع لي على موائد الوعود سم الرحيل..
وتبتسم بمكر، وأنت تدلق كأس الصبر في أحشائي..
لا أعرف، كيف واجهت قبلتي بكل هذا السواد..
بكل هذا الرجس..
كيف لم تخجل ووجهك صوب طهري..
وقلبك غارق في عهر الالتفات..
أي نفاق هذا الذي يجبرك لتفعل..
ألهذا الحد تمقتني؟!..
والله إن العدو لايفعل هكذا بعدوه..
ولو كان شيطانا..
فما بالك بمن جاء يوما..
يدعي حبا..
ويضمني عطفا وتحنانا..
رفع القلم..
انتهى..
(نص موثق)..

النص تحت مقصلة النقد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي