التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الرائع أ/حامد الغريب/////


قصائد خارج الخدمة
....
أبحثُ في سوقِ المدينة عن قصائد بلا شاعر معروضة للبيعِ، أشارَ لي أحدهُم على عنق الزقاق الملتوي في نهاية ذلك المطب توجد مصطبة تنام عليها القصائد في ركنٍ أدرد .. هناك ستجد ضالتك سيدي ..
أسير مثقل الخطوات وكأني أسبح في مستنقع ممتلئ بتماسيح ضارية ومناكب مُثقَلةٍ بأسمال رثة تفوح منها رطوبة الأهمال.. وجوه متعبة تتسابق وتتقاطع في سيرها تسبقني وأخرى تلحق بي لغاية حقا لم أدركها..
أتوهُ في رهاب المكان ، لم أجد بداً في السير حثيثا علني أظفر بمبتغاي .. أنين يخرج من شقوق الجدران العتيقة التي تحيط المكان الذي اسير فيه.. لم أفهمها ان كانت حزينة أو هي حرارة إشتياق بين مغرميْن !! مخنوقةٌ ،، محبوسة وانفاس مكبوتة.
صوت الريح يصرخ في حبائل الزقاق الصوتية يشير لمقبرة القصائد المنسية.. آسترجعْ قصيدتك ثم إرحل سريعا إستذكرْ بطولاتك وخزعبلاتك حين كنتَ تظن انها حبيبتك الأبدية..
هل لديك قصيدة غزلية مستعملةً للبيعِ؟
كان سؤالي لرجلِ المقبرة الكبيرة ..
شرط ان لايكون لها شاعر
ولها حاجبين خفيفين جدا ونهد مدور كتفاحة لم تنضج بعد..
غير مؤمنة بالعهود والقيود
لا تفهم في فن الطبخ
ولا الفرق مابين تعاقب الفصول !!!
المهم أن تكون قصيدة
طويلةٌ كليال الشتاء
وإن لم يكنْ
هل لديك قصيدة
لم تطأها عيون العاشقات
خالية من ندوب الخيانة والهجر والوعيد
بين طياتِ شعرها
ترقد وساوس الحرير
لابأس بقصيدة
هاربة في قبيلة أخرى
منزوعة السلاح
والقصيدة فيها هي القائدة حين يحين موعد الغزو
الخواصر وحدها
تشمر عن إنحناءها وقت المبارزة..
تحيرَ بائع القصائد المنسية
قال عندي مطلبك
قصيدة سيِّئةَ السُمعةِ
تنام طويلا في النَّهارِ
وفي المساءِ تعمل بائعة للخضرة
تخفي شاعرها خلف دمعة تسقط
مع حركة كل ثانية تعبر لمهب الريح..
إستدرتُ مغادرا المكان
وخطواتي متثاقلة
خلفي أسمع أحدهم يقول بصوت أجش
من يشتري هذا القميص
قد فقدتُ جميع أزراره
في حروبنا العبثية الأخيرة….

#حامد الغريب

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي