قصائد خارج الخدمة
....
أبحثُ في سوقِ المدينة عن قصائد بلا شاعر معروضة للبيعِ، أشارَ لي أحدهُم على عنق الزقاق الملتوي في نهاية ذلك المطب توجد مصطبة تنام عليها القصائد في ركنٍ أدرد .. هناك ستجد ضالتك سيدي ..
أسير مثقل الخطوات وكأني أسبح في مستنقع ممتلئ بتماسيح ضارية ومناكب مُثقَلةٍ بأسمال رثة تفوح منها رطوبة الأهمال.. وجوه متعبة تتسابق وتتقاطع في سيرها تسبقني وأخرى تلحق بي لغاية حقا لم أدركها..
أتوهُ في رهاب المكان ، لم أجد بداً في السير حثيثا علني أظفر بمبتغاي .. أنين يخرج من شقوق الجدران العتيقة التي تحيط المكان الذي اسير فيه.. لم أفهمها ان كانت حزينة أو هي حرارة إشتياق بين مغرميْن !! مخنوقةٌ ،، محبوسة وانفاس مكبوتة.
صوت الريح يصرخ في حبائل الزقاق الصوتية يشير لمقبرة القصائد المنسية.. آسترجعْ قصيدتك ثم إرحل سريعا إستذكرْ بطولاتك وخزعبلاتك حين كنتَ تظن انها حبيبتك الأبدية..
هل لديك قصيدة غزلية مستعملةً للبيعِ؟
كان سؤالي لرجلِ المقبرة الكبيرة ..
شرط ان لايكون لها شاعر
ولها حاجبين خفيفين جدا ونهد مدور كتفاحة لم تنضج بعد..
غير مؤمنة بالعهود والقيود
لا تفهم في فن الطبخ
ولا الفرق مابين تعاقب الفصول !!!
المهم أن تكون قصيدة
طويلةٌ كليال الشتاء
وإن لم يكنْ
هل لديك قصيدة
لم تطأها عيون العاشقات
خالية من ندوب الخيانة والهجر والوعيد
بين طياتِ شعرها
ترقد وساوس الحرير
لابأس بقصيدة
هاربة في قبيلة أخرى
منزوعة السلاح
والقصيدة فيها هي القائدة حين يحين موعد الغزو
الخواصر وحدها
تشمر عن إنحناءها وقت المبارزة..
تحيرَ بائع القصائد المنسية
قال عندي مطلبك
قصيدة سيِّئةَ السُمعةِ
تنام طويلا في النَّهارِ
وفي المساءِ تعمل بائعة للخضرة
تخفي شاعرها خلف دمعة تسقط
مع حركة كل ثانية تعبر لمهب الريح..
إستدرتُ مغادرا المكان
وخطواتي متثاقلة
خلفي أسمع أحدهم يقول بصوت أجش
من يشتري هذا القميص
قد فقدتُ جميع أزراره
في حروبنا العبثية الأخيرة….
#حامد الغريب
تعليقات
إرسال تعليق