النَّارُ بِالنَّارِ تُوَلِّدُ الشَّرَارْ..
و أَخِيرًا
انْتَهَى الحِوَارْ
و رَكَنَ قَلْبِي إلَى سُكُونِه
و قُمْتُ أَعِيش بِلَا حُبٍّ ، بِلَا زَيَّف و بِلَا أضرارْ
عَلَى وَجَنَّة الْغَيْم سِرٌّ و لَهْفَة مُعَلَّقَةٌ
سَقَطَ الْحُبُّ مِنْ عَيْنَيْهَا بَعْد رَعْدٍ و اِنْهِيَارْ
لَهْفَة الصَّبَابَة بِقَلْب غيمتي
كَانَت أَبْلَغُهَا نَار ...و اِنْطَفَأَتِ النَّارُ !
لَا أَعْلَمُ كَيْفَ و لَا مَتَى ؟
لَكِن يَمُوت بِشَرهِ دَائِمًا كُلَّ جَبَّارْ
الْهَوَى الَّذِي تَجَبَرَ و تَكَبَّر
الْيَوْمَ لَا شَيْءَ ،انْتَهَت الْمَعْرَكَة و نخى بَعْدَهَا الْغُبَارْ
شُكْرًا لِلْأَيَّام إذْ عَلَّمَ عَلَى جيدي سِياطُها
و الذِّكْرَى يَا هَوَى كَاذِبٍ مَالَهَا إلَّا اعْتِرَافٌ و إقْرَارْ
و أَخِيرًا
عَلَى طَاولَة الْحَقّ وَقَف طيفُكَ
و أُعْدِمت كُلّ غَايَات الشَّوْق بِتُهْمَة سَبْق التَّعَمُّد و الْإِصْرَارِ
أَنْت مَيِّتٌ، مُعْدَمٌ لَا مَحَالَةَ ، لَا عَفْوَ و لَا كَفَالَةَ
قَد تَمَادَيْت كَثِيرًا كَثِيرًا و انْتَهَت نوايا عَدَمِ الْقَصْدِ بَعْدَ عُمْرٍ مِنْ الْإِجْبَارْ
أجبرني الْحُبّ لَا الْخَوْفُ وَ لَا الْقُوَّةُ
و انْصَعْتُ بِشَرَفٍ لِصِدْقٍ ، انْفَرَدَ فِي زَمَنِ الْأَشْرَارْ
لَوْ جُمِعَتْ مِقْدَار لَهْفَة صَغِيرَة مِنِّي
لعانقتْ في بَراءتِها ضحكات كُلّ الصِّغَارْ
لَوْ أَنَّ مَنْ أَحَبُّوا مِثْلِي عَطِشُوا
لسَقَتْهُم عبراتي سَلْسَبِيلاً مِدْرارْ
و أَخِيرًا
هَوَى زَيْف الظُّنُون
و تعرت الأُسُسُ عَلَى سَجِيَّتِهَا ، كَم بِه أشراخٌ ذلك الجِدارْ !
و تَبَدَّلَت سُلُطَات الْعَرْش
و تَغَيَّرَت الْكَرَاسِيّ و الْأَدْوَارْ
و جِئْت بِقُوَّتِي أَحْكُمُ ، و بعقلي أَقْطَعُ رِقَاب الْخَبَايَا و الْأَسْرَارْ
تُلْقَى عِنْدَ رِجْلي جاثمةً كُلُّ الذِّكْرَيَاتِ
و أَدُوس عَلَيْهَا بِكَعْب عَالٍ، فأذلها لِتَعيشَ مِثْلِي الِانْكِسَارْ
و لَيْس مِثْلِي أَبَدًا ، لَيْس مِثْلِي
مَنْ أَحَبَّت القَنَّاصَ و مَاتَت ثُمَّ قَامَتْ رُوحُهَا تَحْرُس سَيْفَه البًتَّارْ !
و تَضْرِبُ بِهِ ، تَضْرِبُ بِهِ أَوَّلًا
مَنْ كَانَ شامخا و تَمَرَّد ، و النَّار بِالنَّار تُوَلّدُ الشَّرَارْ
و أَخِيرًا
تَاهَت رُؤى الْكَذِب مِنِّي سَنَوَات
و الْحِيرَة مُجْبِرَةٌ
فرَكَنْتُ إلَى زَاوِيَةٍ مِنْ قَنَاعَة و رِضَا عَمَّا قَدَّمْته و اِفْتِخَارْ
فَأنَّا قَدْ بَحَثْتُ كَثِيرًا قَبْلَ أَنْ أَرْحلَ ، بَحَثْتُ حَتَّى تَعِبْتُ
بَحَثْتُ عَنْ وَجْهِك ،و عَنْ تِلْكَ الأَنْظَارْ
بَحَثْتُ بِضَمِير متفان عَن الْحُبِّ ، عَن هَوَاك
لَمْ أَجِدْ يَا سَيِّدِي غَيْر النَّحِيبِ و الدَّمَارْ
لَمْ أَجِدْ غَيْر وَعُودٍ بالفَتْكِ
و كَلَامٍ كَثِيرٍ لَا يُمْحَى ؛ مَحْفُورٌ هُنَا عَلَى جَبِينِي و عَلَى نَاصِيَةِ الْأَقْدَارْ
بِنَقْش كِتَابَةٍ لاَ مَثِيلَ لَهَا
مُخَضَبَةٍ بِسَهري و دُمُوعِي و يَشْهَد الرّمْش عَلَى تِلْكُم الْأَحْبَارْ
حِين سُكِبَت ، و فَاض مَا بِهَا
و لَطخَتْ بَيَاض امْرَأَةٍ أَحَبَّت بعاطفةِ أمٍّ حَنونٍ دُونَ أَنْ يَكُونَ لَهَا صِغَارْ !
و أَخِيرًا
سَافَر الْأَمَلُ بِي بَعِيدًا
و كُنْت أَظُنُّ كأيِّ مُغْتَرِبٍ فَارَق رَغمَ صُعُوبَة الْقَرَارٰ
أنِّي نُفِيتُ ...و أنِّي ظُلِمْتُ
و لَكِنِّي بِبَساطَة كُنْت الْحَيَاة أخْتَارْ
بَعِيدًا ، بَعِيدًا إِلَى الأبَدِ
اخْتَرْتُ حَيَاتِي بَعِيدًا ، عَن الدِّيَار
غُرْبَة الرُّوح مُلْزِمَةٌ
إنَّمَا أَهْلُكَ ؛أَيْنَمَا ارتحْتَ و أمِنْتَ و عِشْتَ مُكَرَّمًا لَا مغدورا و لَا مُنْهارْ
يُعَوِّض اللَّهَ دَائِماً فَبَيْنَ كَفَّيْه يَتَقَلَّب الْقَلْبُ
و اللَّيْل بِظُلْمَتِه رَاحَةٌ ؛و مَا أَتَى إلَّا لِيَفْتَرِشَ بِسَاطًا لِنَشاطِ و فَرَحِ النَّهَارْ
تَكْفِينِي خِيرتي و اخْتِيَارِي ، و رَغم سُقُوطِه نرْدِي
أُحَادِيُّ الِاحْتِمَال ، لَا وَجْهَانِ للطِّيبَةِ فالأَخْيارُ لِلْأَخْيَارْ
سيَغرَقُ كُلُّ كَاذِبٍ فِي وَحْلِ كَذّبِهِ
و يتعرى كُلّ مُعْتَدٍ تَلَبَّسَ رِدَاء الصِّدْق بِكُلّ وَقَاحَةٍ و إنْكَارْ
النَّارُ بِالنَّارِ تُوَلِّدُ الشَّرَارْ..
مارياغازي
الجزائر 2023/12/07
تعليقات
إرسال تعليق