((بين البان والعلم))
أسنانها الدُّر خلف الغيم ما قَلَصَتْ
كأنها ومض برق حين تبتسمُ
عن انبلاجة وجه بالسما وسنا
كالبدر ما ضلها طفلٌ ولا هَرِمُ
تعيدني في شروقي من مغاربها
لو كانت الشمس رهن الأمر تحتكمُ
أعمى التمني وكتماني سيفضحني
يا أبكم السر إسمع من به صممُ
لا شيء أخشاه إلا أن يبلغني
َوقسوة ليَّنَتْها فيك تختصمُ
ما جاوزت قُبلة أو حضن حانية
وجدته الدفء ما يشفى به السقمُ
أضر ذلك يا من فيك مبحثها
عن الأمان لطفل خاله الحَكَمُ
فاعكوكست لمعة الثغر التي انكسرت
بالضوء من ريق شهد لثمه حُلُمُ
ألوان طيف تُرَاقِصُ نشوتي قزحا
على ربابة قوس جرني النغمُ
تبعتها في فسيح الله ما قطرت
حياة غيث رعاها القحمُ والغنمُ
خلف الربيع الذي بالقرب ما بَعُدت
وبُعّدها القرب مني والهوى عدمُ
كظبية ما انتهتها مكة أمنت
وحرمة حرمتها الحلُ والحرمُ
فخلفت صورة من بعد ما ارتحلت
وحية في خيال الشعر ترتسمُ
أنثى استحقت من التقدير أوفره
ومنتهى الذوق والأرقى فتحترمُ
فلا أرى قبلها أو بعدها أبدا
في حسن خلقتها الأخلاقُ والقيمُ
هي النساء وريم القاع تجمعني
بريم شوقي استوتها البانُ والعَلَمُ
فهل حفظت حياة فيك أودعها
ذات العماد الذي افنيت يا إرمُ
شعر ابن غلفان
تعليقات
إرسال تعليق