هذا كتابي.......
ما عدت أعرف يا أنا نفسي
أشتاق للرجل الذي
قد كان يَلبسني قديما
بايع الإنسان فيْ
بايعته لكنه أمسي
.......
أشتاق للإنسان لكن
لم أجدني...لم أعد
جفت ملامحنا القديمة كلها
ما عاد ذاك الوجه أُنسي
........
قد كان كل الناس ناسي
والجوارح مني
هذي الشوارع والحقول
وهذه الطرقات تمشي
إن تشأ أقدامنا تَرسي
......
كم كنت حين تغردين
يا روحنا
وطيور حقلي وانسياب الماء
يروي خدها
كنا نشق الأرض...نبذر حَبها
نتلهف الظل يحضن الأقدام مرهقةً
فالنوم يغلبنا..أنام وغرسي
......
عدنا هنا
نلقي بأنفسنا لشارعنا
فيلقانا ببسمة
فنلعب في صراخ
قد تصيب ملاعب الأطفال
بعض المارة
ويحذّر الأب...يضرب
يؤوي أديم الغرفة أجسادنا
فننام بعد غروبها شمسي
....
كبلابل تشدو ..ولحون براءة
وعلى مقاعد درسنا
كنا صغارا
كم لهونا أبرياء !
ومضت قلوب الصبية
تعدو بحب طاهر
لكنها تَكتبْ بماء
لا ما به من جَرْسي
......
بَعُد الزمانْ
في البحر ألقينا جوارحنا
بعيدا تلعق الملح الذي
اغتال كل ملامح الوجه القديم
وظل قلبي تحت أسوار
بناها الحلم ثم تحطمتْ
أركان حلمي فوق رأسي
.....
والآن ما عاد المكان
ولا الزمان الوغد يعرفني
ولا أحلامنا
لم يبق إلا أنين شمس
مستطيرا حابيا
نحو الغروب المنتظر
يا ضعف شمسي
.......نادي علي حسن
........ الكامل
تعليقات
إرسال تعليق