حينَ طردتْني الحيواناتُ من جمعياتِ الرِّفقِ بهم، حضيتُ بعضويةِ رابطةِ عشّاقِ الحمامِ الزّاجل، كي اتعلَّمَ ألاّ أعودُ..! أكتبُ جمعي، أجمعُ كتبي أمشي وحدي بدربِ الطينِ، لست أبيض بما يكفي،لكنَّ لي قلباً بشرطِ السكينِ..! الوجهُ الذي رسمتهُ على زجاجِ المرايا يبكي مجاناً بدلاً عنّي، الوجوه التي رسمتُها بأصبعي على نوافذِ القطارِ تغادرُني واحداً واحداً الأقداحُ الفارغةُ على المنضدةِ تشربُ من وجهي قهوتَها السمراءَ يقايضُني الفجرُ بحلمٍ، والليلُ بوهمٍ.. و شفتاكِ بموتي... لذا أيقنتُ برهنِ احتباسي..! جلدُ النصِّ المحروقِ بلسعاتِ أصابعي كما كلِّ مرةٍ أطفئُ بدمِه أعقابَ سجائري..! الفحمُ المطفأُ يحتضنُ مدفأةَ المدينةِ يكفي أن اسودَّتْ بلونهِ كلُّ الأكفانِ لهذا يصرُّ أحدُ النقّادِ ان أكتبَ قصائدي بالألوانِ...! ٢ اتحسَّسُ: جسدَ القصيدةِ الباردِ، زغبَها المرتعشَ، انكماشَ أصابعِها، ثمةَ ازرقاقٍ يعلو شفتيها، يرافقُه اصطكاكُ أسنانٍ صفراءَ أكلَ الدُّخانُ كثيراً من بياضِهما هذا النمشُ المتناثرُ يمتدُّ على سحناتِ وجهها المنقرشِ ليخبرَني أن ثمَّةَ دورةٍ مراهقةٍ عصيبةٍ حفرت ندوباً لا ترحلُ مع تق...