التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الرائع أ/عبد العزيز عميمر/////


الصورة حيّة بعد الفراق :

وقف متأملا،بشيء من الحسرة،لكن مع ابتسامة
شقت جدار الزمن،صورة حرّكها المكان .
أمام الشاطئ،يرى ذلك الطفل الصغير،المشاغب
كثير الحركة،منشغل ببناء قصره الرملي
،يتألف من ثلاثة طوابق ،الطابق للسفلي للخدم والجواري،الطابق الأول له،والطابق الثاني للأولاد .
يملأ الدلو رملا ثمّ يفرغه ،هذه الركائز والأعمدة،وتلك
الجدران ،تعب الرمل ثقيل،ومع ذلك يواصل العمل. رغم الفراق وتكدّس السنين ، مازلت صورتها تفتح
ذاكرته دون استئذان ،هاهي !...
يراها في الطابق الأول، نعم قطّته صاحبة العينين الخضراوين،يتوهجان بريقا ،تتراقص خيوط الشمس
فوق سطحيهما،يناديها : هو قصرنا ياقطّتي !
مارأيك ؟
تضحك وتقول: مازلت مجنونا! الشمس تحرقك ! تعال
تحت الظل،ترتاح قليلا! ثم ننزل في الماء !
يخادعها ويدفعها ،آح آح آح..أيييي بارد بارد،أكاد أغرق!
تغرق قطتي ! عفوا ( مريم) وأنا هنا ،لا لا سأسبح وأطوف،وأطوي الأمواج ،وأحمل قطّتي تحت ابطي
وأجري لليابسة ،أشوي لها لحم الخروف!
الخروف! من أين لك هذا! بحبات الرمل!
أظن أن الشمس صرعتك بلهيبها لذا ترى الرمال خرفانا!
يضحكان ويعودان للظلّ .
ايه أين أنت ياقطتي،يامريم! وهل مازلت بلون العينين
الذي عرفته!
يتذكر دائما قطّته :
قطتي جميلة..واسمها نميرة
شعرها جميل..وذيلها طويل
لعبها يسلّي.. وهي لي كظلي
تظهر المهارة.. حي تصيد الفاره
ارتبطت مريم بأنشودة القطة ،تعلّمها في الصفّ الأول
ابتدائي ،وتعجبه كثيرا ،ويغازل بها مريم صاحبة
العينين الخضراوين،براءة ولعب بريئ ،بدون مطامع ولا أهداف،لكن أظن أنه تعلق بها ،أحبّها،ترنّ ضحكتها
في ذاكرته،وتقتحم صورتها عينيه،بدون استئذان،
ايه رغم بعد المسافات والزمن ،فالذاكرة ما زالت حيّة
والشوق يتجدّد لوجدان فيّاض في ساقية منحدرة
وفي ديمومة متدفّقة لا تخضع للزمان ولا للمكان ،أهذا
حبّ ! ربما ! لا اعرف! ما اعرفه أن الحب الذي لا يتبعه
لقاء ولا تواصل،هو الحبّ الملتهب ،كجمرة حمراء
يحرّك لهيبها مجرّد نسمة رقيقه.

الكاتب الجزائري: عبدالعزيز عميمر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي