فِي غَابرْ الزمَانْ عَاشَ مَخلوقٌ
عِملاقٌ يُسمى طَائرْ النَارْ
كانَ مُذهلاً في حَياتهِ والممَاتْ
في يَومٍ كَئيبْ رَقدَ بيَنَ الرَمادْ
ففَرحِ الحَاقدُ مُعتقداً أنهُ أرداهُ
ونالَ الُمُرادْ
ومِنْ بينْ التُرابْ والغُبارْ
عَادَ مُنبعثاً مِنْ جَديدْ
ورَفعَ عُنقهُ مُشرئباً
نَحوَ النورِ والبَهاءْ
وَطارَ وتَربعَ فِي
كَبدِ السَماءْ
ثُمَ هَبطَ على مَرجِ بَني عَامرْ
وربَضَ عِلى سِجادةٍ خَضراءْ
جِدلتهَا خُيوطُ الشَمسْ وزَركَشتْها
بِشقائقْ النُعمانْ والحنونْ
وَمنْ بَعيدْ ....
رَنا بِحنيةٍ وَسلامْ إلى أطْفالٍ يتَمايلونْ
سربَ حَمامٍ أبيْضْ
وأصْواتهِمْ تْنشدْ حَماسةً وَجذلانْ
كُنا هُنا ونْحنُ أبداً بَاقونْ ما نَبتَ
الزْعترُ والزَيتونْ
نُسابقُ العُصفورَ والحَسونْ
يتَقافزانِ بَينَ الُغصونْ
نعَمْ نحْنُ رَاسِخونْ
فَالجذورْ مِنْ المِستحيلِ أنْ تَخونْ
وَيقالْ أنهُ هنَا كَانَ
كاِئنٌ مَلعونْ
عَابراَ مَاراً بَينَ الهَوامشْ
وحُروفِ الذَمِ والاسْتنكارْ
يَتلاطمْ غُثاءً بَينَ لزْجْ الطِينْ
وفَجأه هبَ إعْصارْ
وَغيبهُ بيَنَ الحُطامْ
ومَسحَ غَطرستهُ وَشرهُ المْستطيرْ
متِناسياً هَذا المَشؤومْ
أن أجْيالكِ فِلسطينْ كَانُوا
ومَا زَالوا أبدا ًلا يُساومونْ / عفاف الحاج علي
المجد والخلود لك أبا إبراهيم وللشه داء أجمعين .
تعليقات
إرسال تعليق