فِصام ( قصّة شعريّة )
قال بحَنَقٍ
وهو يرمي الدواءْ
ليس فِصاما
فالفِصام للبلهاءْ
هي شيزوفرينيا
شيزوفرينيا العظماءْ
******
جالَ وصالْ
في ملاعب الهوى
مارس كل أساليب
الحب فما ارتوى
فهو حرّ ،
من القيد انعتقْ
وكل جروح الماضي
قد رتقْ
في الغرب الجميلْ
كان ملعبه
وأجمل النساء
كان مطلبه
أنا من بين النهرين
جدي جلجامش
وصِيته يطبّق الآفاقْ
الحياة مهزلة لا تطاقْ
وللخلود كان.. كان توّاقْ
نظرتْ إليه في ذهولْ
ثم غامتْ عيناها في ذبولْ
وبشفاه ظمأى للرحيقْ
همست كملكةٍ
من زمن سحيقْ
أحبّك .. ثمّ غابتْ
في صمت عميقْ
******
لا .. ليس جلجامش
بل شهريارْ ..
حبّه كان كالسرابْ
يسعى إلى أخرى
حلوة الرّضابْ
أتت إليه باكيةْ
ترجوه البقاءْ
فمن دونه حياتها شقاءْ
قالت : أنوشكا صديقتي لا تودّكْ
قال : بلى..
.. يؤسفني أن أردّكْ
ففي عيني أنوشكا تفتح النرجسْ
تنتظرني ،
وإليها امضي بلا توجّسْ
أمّا أنتِ فنجم قد أفلْ
معك انطوى سِفْرٌ
ومعها قد أهلْ
قالت :
نارسيس أيّها المخبولْ !!
جعلت حياتي في أفولْ
أإلى النهاية تعجّل الوصولْ ؟!
جرّتْ قدميها ثمّ انثنتْ
براقش على نفسها جنتْ
ثمّ إلى السماء رنتْ
ربّي هاهي اللحظة قد أتتْ
******
خبر ضئيل ووجه نحيلْ
في الصفحة الأولى
في صحيفة " الأصيلْ "
فتاة كانتْ أهلها تعيلْ
شنقتْ نفسها
بحبل ثقيلْ
قرأ الخبر في برودْ
فهو في حلّ من الوعودْ
روح فاوست في خواء ونضوبْ
ومآله إلى كُلُوم وكروبْ
******
لكل مختال نهايةْ
بروميثيوس سرق النارْ
فنال عقاب الإلهَة
في غرفته الأدلّة جليّة
بخّور وطيب وستائر شرقيّة
طنافس ومساند وسجّادة عجميّة
قيثارة وبدلة رقص قرمزيّة
******
طُرد ، وإلى بلاده كان المآبْ
فهل إلى رشده ثابْ ؟
في بلاده التقاها
وردة جميلة انتقاها
واعدها
وفي مقهى لطيف وافاها
بادرها عندما نظر
إلى احتشام ثيابها :
هل أتيت تركبين جملا ؟!
أم تُحملين في هودج ؟!
قالت : لا هذا ولا ذاك ،
فعقلي يزينني
ولا أحتاج إلى
ثوب مزركش مبهرجْ
******
تزوجا ،
وزاره صديق قديمْ
تهادتْ بالقهوة حاسرةْ
حدّثتهم بابتسامة آسرةْ
راقبها بنظرة كاسرةْ
وهي ترشف القهوة
تفوح منها نفحة عاطرةْ
فاشتعلت النار في الهشيمْ
وكانت قشة ظهر الجمل القصيمْ
******
غادرالجليس فبادرها في عبوسْ
جلستِ وطابَ لكِ الجلوسْ
ردتْ بأُنُفة شديدةْ
صديقك ... فما الحكايةْ ؟
هذه هي طبيعتي وليس لي غايةْ
فار بركان اللهيبْ
وعلى وجنتيها
كان الكف العجيبْ
شهقت .. من هذا الغريبْ ؟!
أهو زوجي .. أم آخر مريبْ ؟!
نظرت إليه فزعةً
كنت أظنّك لروحي الطبيبْ
لكنك قاتل كإيفان الرهيبْ !!!
******
Rabab Bader
تعليقات
إرسال تعليق