(شهريار)
يا شهريار
من تحت ضجيج سرد قصة من قصص شهرزاد
الوقت أدبر وأدركني المشيب
وحافة الأرض تأبى التوقف عن الدوران
لا جدوى من اللقاء على ظهر فحيح الغياب
فدابة الأرض تأكل منسأة الخُطى
كما الخيال لايُشبِعُ ولا يسد رمق الاشتياق
فأصوات رنين صوت المعابد القديمة
كالبياض تلون من قوس قزح سطح المرايا
كالموج يهرول نحو جدارٍ سَد
ضلعه أعوج من تعب السنين
بالحكاية صياح الديك
يُوقِظ الفجر
وأدرك شهريار الصباح وسكتت شهرزاد عن الكلام المباح
فرسائل الحنين خواتيم
في غيابك
توقفت الكلمات يا سيدي سيد الغرباء
في غيابك لا شيء يكتب
أصبحت عصفورة مذعورة
فوق سنابل القمح
وبينما كنت أداوي جناحي الجريح
الذي كان يتأهب ليطير
وها أنا وحيدة بمنتصف
مرايا الرّوحِ
أزرعُ في صدرِ الكونِ أملاً
أقطفُ حلماً
أسابقُ النّوارسَ المهاجرةَ
لأُهاجرَ إليكَ عل عكازي يصل
إلى شفر بئر عميق من
ألسنةِ الشَّمس
أبحثُ عنكَ..لا أجدُكَ
تضيقُ حدودُ المسافةِ
خطوة خطوة
أناملُ الغيومِ
محت صورتَك
من رذاذ المطر العنيف
لن أتراجع وأنى في منتصفِ القصيدِ
يا قميص يوسف
سأعبرُ أزقَّةَ اللّيلِ
على طرفِ دمعةٍ تلمع
ليرتد بصري وبصيرتي
هذا وهجُ حلُمٍ لا يخْفتُ
يكبرُ فتكبرُ معهُ الدَّمعةُ
لقاءٌ خرافيٌّ لا يملُّ الانتظارَ
ينتظرُ انقشاعَ الغيمِ
لتنجليَ صورةٌ ضبابيّةُ التّكوينِ
ويبقى سرُّ الغائِبِ تميمةً في قلادةٍ
تتكاثرُ مرايا الرّوحِ
مع أنَّ الوجهَ واحدٌ
غيَّبْتُ عشقي قَسْراً
كي أحيا بلا قلبٍ ينزفُ يأساً
حيرى أنا
أستلُّ من عاصفةِ الزَّمانِ
سيفَ التَّحدّي
على حبٍّ نما
في صومعةِ التّجلّي
وسادتي سماءٌ...غطائي أحلامٌ
شيَّعْتُ الذِّكْرَى أنوثتي
استفاقتْ ولهى من لوعة و لهفة
من بعدِ موتٍ يا أنا
سلام على كل غريب
وجد في خلوته الأُنسَ
و في اغترابه الألفة
في اللؤلؤ والمحار
قناديل ..
يا شهريار
من روعة الغرباء
2022/5/30
سلينا يوسف يعقوب
تعليقات
إرسال تعليق