التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم/كريم خيري العجيمي/////


وماتت الدروب..!!
ــــــــــــــــــــــــ
-#أخبرني،،،
وأنت، كيف تقاوم؟!..
لا يا سيدي..
أنا لم أعد أقاوم..
إنما أنهار برفق..
حتى يصبح الحزن بلا معنى..
ويصير العدم بلا صفات..
أتلاشى..
كضوء يخبو ببطء، ليمنح الظلام فرصته الأخيرة..
فيمسي وقع الخناجر في العتمة، أقل وجعا من من رؤية الأيدي التي تمسك بها..
وتصير رائحة الدماء حين تتقاطر في كل وادٍ، أهون من عناق أعيننا لشياطين وجوههم..
أجاهد..
حتى تفقد الأشياء قيمتها، وتغدو إرثا ثقيلا في ذاكرة اليأس..
فتمنحها الأيام فرصة السقوط في النسيان..
أتخلى..
عن الأمنيات..
عن الحب..
وعن الأحلام المارقة..
عن خبيئة الوعود التي لم أجدها..
وعن كل العهود التي قطعها الإفك، وقطع معها دروب الحياة في صدري..
عن لهاثي خلف السراب..
وعن تمسكي بالظلال الباهتة..
عن ذلك الدبيب الملعون بداخلي..
عن الحنين، والانتظار، والرجاء، والصبر..
عن دعوات الليل بلا إجابة، وعن سعي النهار بلا هدوء..
أنا أدلف إلى الزوال بقدمي اليمنى..
تبركا باليمين، حتى في الذهاب إلى الغواية..
إلى النهاية..
وحتى منتهى الهلاك..
لأغدو، ذلك الدرويش الذي يقاد إلى حتفه، وهو يظن أنه في حضرة صلاة..
أقفز إلى الفناء بقلبي..
حتى يكون الخلاص سريعا..
وأترك خلفي كل هوياتي..
وجهي، وملامحي وتعاريج كفي..
وتلك الحواري القديمة في شراييني..
التي لطالما قدتهم في أزقتها، حتى ألفهم الحصى وأدمنتهم الشبابيك اليتامى هناك..
وعششت على أثر خطاهم العصافير..
وعلى ذلك الشاطئ البعيد، الذي بدأت منه العاصفة..
فانكسرت على كتفه، حين نوت الاستقامة..
أودع الأيام التي تساقطت مني، فلم أستطع الانحناء لالتقاطها..
حيث لم ترحم الدنيا ضعفي، حين كسرت ظهري..
ولا أعرف أي شيء أبكيه أولا..
قلبي المكسور، كمرآة قذفت بحجر؟!..
أم ظهري المكسور، كجذع يابس غدرت به الريح؟!..
ولم يعد هنا ما أقسم ببقائه بعيدا عن يد الزمان..
لا أريد أن تكتبني الرمال في جموع المفقودين..
أو أن يعرفني الموج، فيشفع لدى الماء..
لا أريد أن يشفق عليَّ الغرق..
فتعيدني إلى الخوف المراكب..
إييييه..
لا أريد أن تَبكيني عيون هؤلاء..
ماذا أخشى؟!..
وكم مرة بعد هذه سأموت؟!..
وقد رأيتني منذ تلك المرة البعيدة ميتا..
كلي غارق في ترابٍ..
و..
يطفو جسدي على الماء..
غرباء كنَّا..
جمع بيننا تشابه الأسماء..
انتهى..
(نص موثق)..

النص تحت مقصلة النقد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي