ارجعي لي
الساعة الثانية والنصف ليلا، هذه ليلة شتوية بامتياز، صوت الريح يعوي، يصفر، يزمجر، ويعزم بشدة، المطر يطرق على زجاج النافذة ، تارة بقوة اخرى بهدوء، وأنا مستغرق في نومي بمتعة كبيرة، فراشي دافئ ، ودماغي هادئة، لا صور ، ولا أحلام .
فجأة سمعت صوتا انثويا في الغرفة أرعبني ، اطرقت بأذناي بدقة شديدة لما سمعته من صوت غريب ، أجلت بعيوني في أرجاء الغرفة ،فلم أرى شيئا، العتمة حالكة جدا والنور مطفى.
حاولت السيطرة على نفسي، لكن جميع جوارحي كانت مثارة وغير هادئة، أفتح عيوني مرة تلو مرة لأتأكد مما سمعت، دون فائدة، لا يوجد بالغرفة أي انسان أو انسانة، هل هذا حلم أم علم ؟
البرق يقتحم غرفتي من النافذة ويضيئها بالكامل، ويتبعه قصف الرعود المزلزل، وضعت أصابعي في أذناي، ازدادت دقات قلبي وتسارعت، وكأنه يستئذنني بالخروج من صدري ، حاول دماغي تهدأته، وطالبه بالصبر والتريث ، لكن قلبي لم يكترث لصوت عقلي، فجأة دخلت في سنة نوم ماتعة .
وللحظة بارقة خاطفة، توقف البرق، توقف الرعد ، توقف هطول المطر ، هدأت الريح ، والأهم من كل هذا توقف الزمن.
ثم...... وجدتك في حضني .......
أهذه أنت، أم طيفك ؟؟؟
لكنك اختفيت........
هتفت باسم الله، وباسم السماء، وباسمك .
صرخت :
أرجعي لي....ارجعي لي..... ارجعي لي يا..........
تعليقات
إرسال تعليق