ثلاثة أضلاع القصيدة (1) مثلما يهمسُ السرابُ للصحراء التحمنا خطيئتين: قسوةُ وكبرياء، فجاءَ الادعاء ان الفراقَ محتّمٌ وان اليقينَ بيننا.. مولودٌ هجينْ.. (2) تعاويذُ عقلِكِ أحجيةٌ وأغنيةٌ نبضاتُ قلبِك تطالني في العمق تلامسُ كلّ دهاليزي تتناثر في داخلي.. وتتكاثر.. دونما مبالاةٍ بشهادات الميلاد (3) أعرف أنك لن تتركي وطناً يربّتُ، ملفوفاً بخيطان الحرير، كتفيكِ الصغيرتين وأعرفُ أن الوداع، لديكِ، بترٌ لأوردة الوئام مع الأمل وأنه، عندي، جسرٌ وحيدٌ للفرارِ إلى عريِ الرجالِ وخزيهم وإلى نهاية رحلتي ولذا فإني لن تودّعني عيونُك لحظةً ولن أفرَّ وأعرف أن بكِ سحراً، وخيراً وبحراً تُلاطِمُ أمواجُه شغاف قلبي ونـهرَ حبٍ صاخباً مهما حلا يبقى، للوعته، مُرَّا لكنني لا أفهم السرَّ الذي يوثق حبلَ سُرّتي بفكرتي وقناعتي بأن مُرّك حلو وأنه يحلو ويحلو لمجرد أن تحزمي أمرا وتعلني عليَّ الحب.. تقولين: صبراً وصبرا فإنني قد ضقتُ ذرعا وتجدين تسعين عذرا بأنّ طبعك هكذا نزِقٌ، وعينَكِ لا ترى قمراً بمنتصف السماء بدرا فتُريني الشمسَ ليلاً وتريني النجم ظهرا بقلم الشاعر وليد ايوب
"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "
تعليقات
إرسال تعليق