التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم/كريم خيري العجيمي/////


كيف أعيدك إلى هناك؟!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
-#أمابعد..
فياحضرة الغريب..
قد جئتني من وحشة المنافي..
وقسوة الدروب..
مشردا، بائسا، محزونا..
وطرقت بابي، مجهولا..
لا هوية ولا ملامح..
لا أوراق ثبوتية، ولا جواز عبور..
ولا ضمير حي، يرجع إليه حال النكوص على العقبين يوما..
فيحتكم..
ليحمل الخزي من خان العهد، وبدل عامر الأرواح خرابا..
فيحملك الوخز حينها على التوبة من مقارفة التجاهل، إذ لم يكن من آذيته به أهلا لذلك، لترد جميله بهكذا نكران..
أتيتني مغدورا، مسموما بمشاعرك، ميت الشعور..
فاعتنقتك بعنفوان مشاعري..
ونفثت فيك من لهفي، وقرأت عليك آي حناني..
وألقيت عليك محبتي..
وتغاضيت عن كل أكوان السواد بداخلك،،،
وأخرست بداخلي جفاء السؤال..
فلم أجزه من أقبية خجلي، وياليتني فعلت..
والحق، أن الحماقة في عدم انتظار الجواب..
حتى على سؤال لم يسأل، لئلا يفتح جرحا نازفا من جديد..
فشرعت لك الأبواب..
أهلا به ومرحبا..
(وما يضر، غريب..أعوزته السنون)..
وعار على المسؤول أن يرد سائله خائب المسعى، صفر اليدين..
ضامر القلب، طاوٍ على خيبة الظن..
فلم تلقه رياح النصيب ها هنا..
إلا وله من جانب اللين فينا نصيب..
أيا حضرة الغريب..
أتيتني،،،،
ظامئا، فسقيت..
هاربا، فآويت..
وكفكفت دمعا، لم تسألني أن أمسحه عن وجنتيك، لكنه طبع الغباء بداخلي..
وقد غلب كل محاولات يأسي أن أكون كما الجميع..
أتيتني،،،،
فارَّا من لجة الخوف، ترتعد..
فمنحتك للأمان شاطئا..
وجعلت لك من ضلوعي وسادة لتنام..
وتلقي عنك كل هذه الوعثاء، وكل هذا النصب..
وصرخت في الأيام..
ترفقي..
أتيتني،،،،
لاجئا، قد أظلمت في وجهك الدنيا..
واكفهرت..
فأوصدت أبوابها..
واستدبرتك الوجوه زهدا، وأعطاك كل طامع ظهره، فلم يعد لهم فيك مطمع، وكأنك طمرٌ بالٍ..
فلم أسألك لم، أو كيف ومتى؟!..
وأي وزر تحمل على عاتقك؟!..
حتى يتكالب عليك الجزاء هكذا، بأسا وقسوة..
وقبلتك كما أنت..
بكل هزائمك، وشروخك..
وندوبك، وعيوبك، وكروبك، وذنوبك..
وانطفائك، وانكفائك..
وبعثرتك، وخذلانك..
وهمومك، وغيومك..
ووعودك الزلفى، ورعودك..
وفصول ألمك القاسي، ومطرك الحزين..
وقلت لك (لا تحزن، أنا معك)..
قاصدا إياها بكل ما تحمل من معنى..
فخلعتني ومضيت..
أيا حضرة الغريب..
أتيتني،،،،
مزلزلا، مكسورا..
فجعلت لك من ظهري ظهرا، ومن ساعدي متكئا، ومن عضدي منسأة تقيم بها ضعفك، وتخفي بها ما حزبك..
وضممتك إلى فردوس قربي..
إلى قلبي..
إلى تلك السكينة..
إلى خبيئة العمر..
وكأنك آخر كنوز الدنيا..
ومفاتح مغاليق الأحلام..
فهدمت بنيانها بكامله حينما أتتك الفرصة..
إيييه، فعلتها وقويت..
أيا حضرة الغريب..
هل تعلم؟!..
أنني منحتك وطنا لا تستحقه..
فخنت..
وشرفا لا تليق به..
فطعنت..
لم آسَ، ولم أندم..
لكنني الآن، وبكل ما فيَّ من قوة، أفعلها..
لأنني،،،
لا أعرف كيف أعيدك غريبا..
كما كنت..
فهلا ذهبت؟!..
وعليك من الله ال......
أمان..
انتهى..
(نص موثق)..

النص تحت مقصلة النقد..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي