التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الرائع أ/فوزي نجاجرة/////


من فلسطين
أسعد الله أوقاتكم أصدقائي المحترمين ، اليكم الحلقة رقم (٢١) وستكون الحلقة الأخيرة الليلة القادمة ان شاء الله ، لا تحرمونا من أرائكم في نصوص هذه الرواية .
لم تكن الانتفاضة الأُولى التي خاضها أَبناءُ شعبنا الْفِلَسْطِينِيّ ضد المستعمر الأجنبي ومستوطنيه اسمًا فقط، لم تكن كلمةً مجردة، لقد تخللتها كل أَنواع المقاومة، وأَهمها ضرب المحتل وجنوده بالسلاح، والحجارةِ، والأَحذية، والإِضرابات الشاملة، والعصيان المدني، وشلل الحياة الاعتياديةِ؛ من صحةٍ وتعليمٍ واقتصاد، وما نجم عن المقاومة الشعبية من هدم البيوت، وقلع الأَشجارِ، وقتل الماشية، وشلالات دماء الشهداء، وعذابات الأَطفال الأَيتام، وضياع النساء الأَرامل، وأنات الآباء والأمهات، وآلام الأَسرى ومعاناتهم، إنه الاستعمار الاستيطاني المتخلف الهمجي، استمر الصمودُ والصبر على ما ابتُلينا فيه من ظلمٍ، حتى وصلَت إِلَينا أخبارٌ عن اتفاقيةٍ سياسية سرية، تُسمى اتفاقية أوسلو، تدور فيها مفاوضاتٌ سرية، بين مفاوضين فِلَسْطِينِيّين من مُمثلي منظمة التحرير الْفِلَسْطِينِيّة، ومفاوضين صهاينة إسرائيليين في أوسلو، عاصمة النرويج، إحدى الدول الإِسكندنافية الْأُورُوبِّيّة.
وعلى ضوء هذه الاتفاقية، تم قدوم الأَخ الرئيس ياسر عرفات؛ قائد الثورة الْفِلَسْطِينِيّة إِلَى أَرض الوطنِ علنًا، ولأول مرةٍ بعد غيابٍ قصري عن الوطن لِسبعةٍ وعشرين عامًا، ففي الساعة الثالثة بعد ظهر يوم ١-٧-١٩٩٤م، قبَّل الأخ أبو عمار أَرض الوطن في غزة، لقد استبشرنا خيرًا، وأيقنَّا أَننا سندخلُ مرحلةً جديدةً، خاليةً من نزف المزيد من الدم والأَحزانِ، ومن الذل والاضطهاد من قِبَل الاحتلالِ الإِسرائيلي، وصرنا ننتظرُ بفارغ الصبرِ تنفيذَ بنود الاتفاقية ليتم دحرُ الاحتلال عن بلادنا، وفي شهر آذار لعام ١٩٩٥م؛ قدِم المناضل الْفِلَسْطِينِيّ الكبير ياسر عرفات إِلَى مدينة أَريحا، ولم تكن الدنيا لتتسعَ لفرحتنا، فسُعِد كل أَطياف الشعب بهذا الحدث الكبير، وتزاحمَ الكل لاستقبال القائد الكبير أبو عمار في مدينة أَريحا، ومن معه من الفدائيين، الذين كانوا منتشرين في كل الدولِ الْعَرَبِيّة الوطنية الديمقراطية؛ مثل تونس والجزائر وليبيا واليمن ومصر والسودان والعراق وسوريا، في حين رفضت أي من الممالك الْعَرَبِيّة التقليدية استقبالَ أي من المقاتلين الفدائيين الْفِلَسْطِينِيِّين على أراضيها.
وبينما نحن في هرجٍ ومرجٍ، وأَحاديث من هنا وهناك حولَ هذا الحدث التاريخي النوعي؛ إِذ بشخصٍ يطرقُ بابنا، تفاجَأنا بزغاريد خالتي حليمة وفرحتِها الكبرى، أخبرتنا أنهم تلقوا اتصالًا من عايد ابن خالي بدر الدين، وأَنه عاد إِلَى مدينة أَريحا مع العائدين، وأنه يرغب بحضورنا إِلَى هناك، لم نصدقْ ما سمعناهُ من خالتي حليمة، وقد أَدهشنا وفاجأَنا هذا النبأ الكبيرُ، مَن كان منا يحلمُ أن يرى ابن خالي الشهيد بدر الدين، فقد كان هذا شيئًا مستحيلًا قبل سنة، ولم نكن نتوقع في يوم قريب أَن يكون هذا الإنسان بيننا، على أَرضِ أبيه وجدهِ، وفوق ثرى وطنِنا الحبيب فِلَسْطِين.
أَصر جميعُ أَفراد أسرتنا أن نسافر إِلَى مدينة أَريحا، ونشاركُ في الاحتفالات الشعبية هناك، وفي استقبال العائدين من المنافي البعيدة، وخاصةً استقبال ابننا عايد ابن الشهيد خالي بدر الدين، وبالفعل استأجرنا سيارتين، وسافرنا إِلَى أَريحا، كانت أَفواج الناس كالأَمواج هناك، والكل مبتهجٌ فرحان بهذه المناسبةِ الفريدة، التي علق عليها شعبُنا آمالًا كبيرةً، تجولنا هناكَ؛ والدي ووالدتي، وجدي وجدتي، وأنا ومسعدة وأولادنا تحرير وثائر وأمل، وبصحبة صهري الحاج ياسين وعمتي صفية، ووجدنا ابن خالي عايد في انتظارِنا بالقرب من بلدية أَريحا.
لقد عرفناه سابقًا من الصور التي كان يرسلها لنا أَحيانًا، ولكننا تفاجَأنا بملامحِه عن قرب، حيث كان في صوره شابًّا صغيرًا، وعن قربٍ شاهدناه وقد غدا رجلًا كبيرًا، يشبه والده بنسبةٍ كبيرة، طويل القامة، ممتلئ الصدرِ، عريض الكتفين، ولهُ سمار أَبيهِ نفسُه، ولكن الحزن قتم على قلوبنا عندما شاهدناه لأَول مرة، حيث كان يلبسُ ملابسَ رثةً بالية، وفي قدَمَيه (بابوج) رثٌّ نسميه (زنوبة)، تناسينا ذلك الحزنَ عندَ رؤيته، وملأت الفرحةُ قلوبنا، وغمرتنا سعادةٌ منقطعة النظير، بأنْ مَنَّ الله علينا بلم شمل ابننا عايد بنا، الذي عاد إِلينا من رحم الحروب والمذابح والمحارقِ والمنافي، التي واجهت شعبنا الْفِلَسْطِينِيّ منذ عام نكبة ١٩٤٨م، وحتى حرب عامِ النكسة ١٩٦٧م، وإصابةِ والده إصابةً كبيرةً في تلك الحرب، ومن ثمّ حرب أَيلول الأَسود على ساحةِ الْأُرْدُن بين الْأُرْدُنيين والْفِلَسْطِينِيِّين، وكذلك إِعدام والده في تلك الحرب، وتشردِ عائلتِهم ولجوئِهم إِلَى لبنان، وما عانوه من حربِ المخيمات هناك عام ١٩٧٥م، من قِبل الموارنة اللبنانيين، وحلفائهم السوريين، وسقوط مخيم تل الزعتر، ومقاومتهم للعدوان الصهيوني عليهم في عام ١٩٧٨م، وكذلك حصارهم في جنوب لبنان، وفي العاصمة بيروت في عام ١٩٨٢م.
مثَّلَت عودةُ الفدائيين الْفِلَسْطِينِيِّين من الشتاتِ حدثًا تاريخيًّا مفصليًّا في مراحل الصراع الْفِلَسْطِينِيّ الصهيوني الْعَرَبِيّ العالمي، فقد بنينا آمالًا كبيرةً على عودتِهم التي نتجت عن اتفاقية أوسلو التي تمت في النرويج بين منظمةِ التحرير الْفِلَسْطِينِيّة واسرائيل، وأَقلها انسحاب إسرائيل من الأَراضي الْفِلَسْطِينِيّة التي احتلتها في شهرِ حزيران من عام أَلفٍ وتسعمائة وسبعةٍ وستين، والاستقلال، وإِقامة الدولة الْفِلَسْطِينِيّة وعاصمتها مدينة القدس الشريفة على هذا الجزء من بلادنا، وما يترافق مع ذلك من عدم إِراقة الدم الْفِلَسْطِينِيّ، وكذلك إِغلاق السجون الإِسرائيلية، وتحرير كل الأَسرى الْفِلَسْطِينِيِّين، والأَهم بالإِضافة إِلَى ذلك؛ توفير حياةٍ كريمةٍ لأَطفالنا، وللأَجيال القادمة، في ظل دولةٍ مستقلةٍ ذات سيادةٍ، بما فيها حق عودة اللاجئين إِلَى أَرضهم التي احتُلت عام ١٩٤٨م، وقد اشتملت اتفاقية أوسلو على بنودٍ كثيرة، لستُ بصددِ التطرق إليها، ولكن أُريد أَن أُنبه إِلَى أن هناك بندًا ينص على الدخول في مفاوضاتٍ على الوضع النهائي بعد مضي خمس سنواتٍ من تنفيذ اتفاقية أوسلو، يتم على ضوئِها انسحاب آخر جندي صهيوني، وإقامة دولة فِلَسْطِينِيّة منزوعة السلاح في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ومن ضمن بنودها -أيضًا- بندٌ ينص على إِقامة تنسيق أمني ومدني بين الأجهزة الأَمنية الْفِلَسْطِينِيّة والجيش الإسرائيلي، فقد تم تسيير دوريةٍ عسكرية تشمل مركبةً عسكرية إسرائيلية، ومركبة عسكريةً أُخرى فِلَسْطِينِيّة؛ لحماية المستوطنين في مناطق الضفة الغربية، وذلك على مدار أربعة وعشرين ساعة، في كل المدنِ الْفِلَسْطِينِيّة.
احتضنَّا ابننا عايد معَنا في سياراتنا، وتنقلنا في مدينة أَريحا، وأَكلنا شطائر الفلافل، وشربنا عصيرَ الخروب المُثلج، وأكلنا الكنافة النابلسية، وصرنا نتحدث مع الفدائيين العائدين من الشتات، بعضهم من مصر، وبعضهم من تونس، وبعضهم من اليمن والعراق، وقدمنا لهم الهدايا والورودَ بكل حبٍّ وود، كانت ابنتنا تحرير قد بلغت السابعة من عمرها في هذه الأَثناء، وهي عمر سنوات الانتفاضة الأُولى، ولم تكن تفارقُ جدها الحاج اللاجئ ياسين عبد القادر العراقي أَبدًا، ودائما تمسك بيده، بينما كنت أنا أمسك بيد ابني ثائر، وكانت زوجتي مسعدة تحمل البنت الصغرى أمل على صدرها، اقترح صهري الحاج ياسين أن نذهب إِلَى الشارع الغربي الرئيس للمدينة؛ لنشتري بعض التمور الريحاوية.
كان اللاجئ الجدُّ ابن عراق المنشية المهجرة، ممسكًا بيد حفيدته تحرير، وبينما نحن نتمشى بهدوء على الرصيف، والكل مشحون بالفرحة والابتهاجِ؛ مرت بقربنا مركبتا دورية التنسيق العسكري الإسرائيلية الْفِلَسْطِينِيّة، والتي تسيرُ على مدار اليوم لضمان الأمن للمستوطنين الصهاينة في مدن الضفة الغربية، وفجأةً، وعلى غير ما نتوقع؛ أَفلتت ابنتنا الطفلة تحرير يدَها من يد جدها، وخلعت حذاءَها من رجليها، وقفزت أَمام المركبة العسكرية الإسرائيلية ورمتها بفردتي حذائها، إلا أن سائق المركبة العسكرية تقدمَ مسرعًا نحوها ودهسها، ولما توقفَ كان رأسُها تحت العجلَ، ومخها ينبعج من رأسها على الإسفلت، والدماء تسيل من فمها وأُذنيها ورأسها، حيث سالَ دمها مثل دم الذبيحة على مسافة عشرة أمتار، استُشهدت تحرير على الفور، قتلتها دورية التنسيق الأَمني الإسرائيلي الْفِلَسْطِينِيّ، ذُهِلنا بهذه الفاجعةِ، ما الذي جعل الطفلة تحرير تفلتُ من يد جدها، وتركضُ لترمي الجنود الصهاينة بحذائِها؟ انقلبت سعادتنا وفرحُنا إِلَى تعاسةٍ وبكاء ونواحٍ، ما الذي جرى! لم نستطع أَن نتذوق طعم الفرح، لم نصل إِلَى هضمِ ما يجري من تغيراتٍ، نريد السلامَ، نريد الأَمنَ، نريد الهدوء، وأَن نعيش عيشةً عاديةً ككل البشر، فَأريحا تعج بالأَطفال والعجائز والرجال والنساء، والكل يمارس سعادته، لماذا ابنتنا تحرير من دون الناس تُقتل وتستشهد، تساؤلاتٌ كبيرةٌ، وكبيرة جدًّا.
حمل الجد اللاجئ حفيدتَه تحرير على ذراعيه، نظر إِلَى دمِها الطاهر، ودموعُه تسيل على وجهِه، وعلى لحيتِه البيضاء، وقال:
- ليش مت يا تحرير؟ ولك لو أعطوني كل أطفال العالم ما بعوضوني عنك يا بنتي تحرير، أنا قلت هاي تحرير اللي رايحة تريحني، ورايحة إتحل مشاكلي، وتساعدني في آخر عمري، ولك مين اللي بدو يهتم في أنا غيرك يا تحرير؟ لأ لأاااااااااا ومليون لأ، إنت ما مت يا تحرير، أنا ما بدي إياك إتموتي يا تحرير! ولكوا تحرير ظلت روحها جواتي، أنا ما بأخليها إتموت، فاهمين؟ يلعن أبو إسرائيل، يلعن أبو أميركا، يلعن أبو أوسلو صاحب التنسيق الأمني اللي قتل حفيدتي تحرير.
وقفت زوجتي مسعدة وهي مصدومة، وصرخَت:
- بنتتتتتتتتتتتتتتتتي، آااااااااااااااااااه يا ربببببببببببببببي تحريييييييييييييير، ردي عليا، ردي عليا يمه، خليني أشوفها، بدي أشوف بنتي..
يابه، يابه، خلص بكفيك نواح، بدل ما إنت إتشجعنا وتقوي معنوياتنا، إنت اللي بتنوح؟ شو مالك يابه؟ بكفي بكفي بكفي، والله عمره ما بخلص هالدم، إلا بالتحرير الشامل لكل حبة تراب وحبة رمل من بلادنا فِلَسْطِين، ويا إحنا، ويا هما وبس.
قالت مسعدة ذلكَ، ثم راحت تلطمُ على وجهها، وتمزقُ شعرها، ثم وقعت مغشيًّا عليها على الأَرض.
- لااااااااا ما بكفي، ما بكفييييييييييييي، ولكوا قتلوا إمي الحجة الكبيرة في عام 1948 وصبرت، وقتلوا بنتي الكبيرة تحرير في حرب السبعة وستين وصبرت وتحملت، وكمان اليوم بعد اتفاقية ال.. اتفاقية أوسلو، قتلوا حفيدتي تحرير، الله يصبرني، قتلوا تحرير، قتلتوها، في مين بدي أفكر بعد تحرير؟ حدا يقلي يا ناس! حد يفهمني؟ شو بدنا في الدولة بدون تحرير الوطن يا عالم؟ تحرير راحت، والبلاد راحت، والكل بيضحك علينا، وينك يا ثائر؟ وينك يا أمل؟ وينك يا..
في هذه الأثناء؛ التمت جموعٌ كبيرةٌ من الناس حولنا، والكل يتأففُ ويشتم ويسب، والنساء يبكين، وانقلب الموقفُ رأسًا على عقب، هربت المركبات العسكرية الإِسرائيلية والْفِلَسْطِينِيّة، بعد أن أَمطروا الزمان والمكان بوابلٍ من غيمات الفلفل الحار المسيل للدموع وللمخاطِ.
فجأةً؛ حضرت مركباتٌ عسكرية مزينة بالأعلام فِلَسْطِينِيّة، ونزل منها مجموعةٌ من الأشخاص، بعضهم بلباسٍ مدني، وبعضهم بلباسٍ عسكري، وتقدم من بينهم رجلٌ منتفخ البطن، يلبس بدلة أنيقة، وحوله أشخاصٌ بلباس عسكري، وعلى أكتافهم نجوم لا تعد ولا تحصى، ثم سأل:
- أين والد الطفلة؟
- أنا جد الطفلة يا أخي.
- أنا محافظ منطقة أريحا الجديد، عظم الله أجركم يا حاج، سوف نعمل تحقيق في هذا الحادث، وسنعتبر هذه البنت شهيدة رحمة الله عليها، وسنسعى للاهتمام بأسرتكم أسوةً بباقي أسر الشهداء، أرجوكم أن تحتسبوها عند الله شهيدة، وأن تصبروا، فأنتم الصابرون الصامدون، طوبى لكم يا أهل الأرض المحتلة، إن موعدكم لقريب.
- اسمع يا معلم، أنا ما بهمني إنك انت محافظ، ولا بهمني إنك إنت غفير أو سفير أو وزير، وما بهمني تسوي تحقيق أو ما تسوي، اللي أنا شوفته، إنو العدو الصهيوني قتل تحرير، وبرضاكوا إنتو يا مدير، لإيمتى بدهم يظلوا هالمجرمين يذبحوا فينا وفي أطفالنا! كل هذا ما بعني إلنا أي إشي، أنا ما بهمني إلا تحرير وبس، بعدين.. يلعن أبو..
ولكوا ما بدي أشوف حدا، كلكوا بتضحكوا علي، كل العالم بضحكوا علينا، بعد تحرير ما في حدا مهم، سامعين، اسمعوني كلكوا: تحرير وبس، تحرير وبس.. يلعن أبو..
علَى الرغمِ من عودة عايد ابن خالي الشهيد السبع المرحوم بدر الدين، وعلَى الرغمِ من سعادتنا برجوعه وعودتهِ؛ إِلا أَن موتَ ابنتنا تحرير شكل واقعًا مرًّا لكل أَبناء أسرتنا، وذاقَ الكل مرارة الفراق والفقد لابنتنا الغالية تحرير، وصُدِمنا، وعانينا الأَمرَّين من فقدها، ولكن أكثر مَن تأثر باستشهادها هو صهري الحاج ياسين، لقد اختلف مائة وثمانين درجة، فلم يعد عقلُه يعمل كما كان، لقد حزن حزنًا كبيرًا على موت حفيدته تحرير، التي كان يحبها حبًّا جمًّا، وهو الذي منحها هذا الاسم، نسبةً لاسم ابنته البكر تحرير، والتي استشهدت بصاروخ طائرة عدوانيةٍ صهيونية، في حرب عام أَلفٍ وتسعمائة وسبعة وستين ميلادية.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي