مؤلم حقا أن تتنازل عن أحلامك الواحد تلو الآخر وأن ترغم على تقبل ما لا ترضاه شيئا فشيئا حتى تفاجأ أنك تعيش حياة شخص آخر لم تكن تتخيلها ولم تظن يوما أن تصبح ذلك الشخص المثقل بالهموم الغارق فى المشكلات الحياتية وتتساءل كيف سمحت لأحلامك بالتسرب من بين أصابعك ؟ كيف سمحت للحياة بإعادة تشكيلك ؟ كيف تغيرت وكأنك صحوت فجأة من نوم عميق ؟ ....تمسكوا بأحلامكم وحاربوا من أجلها حتى لا تجد نفسك تحيا داخل كابوسك المرعب
"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "
تعليقات
إرسال تعليق