التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الشاعر أ/محمد الحفضي/////


***هذيان آخر الليل ***
عنوان القصيدة : همسات دافئة
بقلم الاستاذمحمد الحفضي
المغرب
همسات دافئة

هناك...هناك
في مكان بعيد
على شاطئ بحر العشق...
بعيدا عن صخب الحياة..و الروتين المقلق..
تجلس سيدتي الحسناء الحالمة..
في مقهى على الكورنيش..
ترشف كاس شاي اخضر بالليمون..
وقد يكون منسما بنكهة النعناع و الياسمين..
جدائلها تداعبها نسمات دافئة باردة..
في هذا الأصيل الشاتئ..
شمس خجولة الوهجان..
غيم ابيض.. ارجواني..رمادي..
متناثر في السماء..
غيم يعلو الشاطئ و البحر..
يتكاثف....ينزاح...
يلوح من الفسحة بعيدا شفق احمر..
غيمات متناثرة كحبات اللوبان والمرجان..
هناك..بعيدا....بعيدا..
على شاطئ بحر العشق..
تسترخي سيدتي ..
اختارت طاولة منعزلة..
خارج بهو المقهى..على الواجهة
تختلي بنفسها وحيدة..
تناجي البحر...
وتحلم بلقاء الحبيب..
راحة يدها تساندخدها في رفق و حنان..
تتامل تارة صبية و اطفالا..
يلعبون علىرمال الشاطئ ،،،
يخطون احلام البراءة..
اصواتهم...همساتهم...ضحكاتهم..صخبهم...
لوحة ملائكية..
رافقت زقة النوارس وهدير البحر..
امواج يعلوها بياض و زبد...
كملفوف صوف الحلوى السكري...
زرقة وبياض وسواد..تنعكس عليه حمرة الشفق..
وضلال الغيوم..
امواج تتهادى...
ثم تتهاوى في وهن على رمال الشاطئ الفسيح..
هفيف الرياح يحمل صدى هذه الجوقة...
سمفونية نغم..
تزفها لكل الحالمين على شاطئ بحر العشق..
هدية لسيدتي الجميلة الحالمة..
تنعشها..
تبتسم سيدتي..االحالمة..
تزداد بهاء..فتنة وانوثة ...
تخدر كل توجساتها..
همها اليومي..
وسوداوية الشتاء..
يا موج..يابحر..
خذ كآبة سيدتي....
احملها...سافر بها..
اطرحها بعيدا ...بعيدا..
او خبئها عندك في الاعماق...
فسيدتي اخاف عليها من عدوى الهم والغم وسوء الطالع
عافاها الله من النحس والنكد....
هناك..بعيدا..بعبدا..
على شاطئ بحر العشق
...تبتسم سيدتي للهمسات الدافئة..
تحملها دفقات هواء البحر وريح البر..
سيدتي تعرف ان الهمسات تصلها مشفرة بالمرموز...
سيدتي تدرك ان اشواقي راوغت عين الرقيب...
وافلتت من سمع العذول..
سيدتي..الآن تتداعى تاملاتها و احلامها......
هناك ..على اعتاب الغروب...
تبسم...فترسم شفتاها بعذوبة الشهد والعسل..
حروفا تنساب مجزوءة..ممزوجة لهفا..خلسة..
..أ........ح.......ب.......ك..............
تنتظم الحروف في صورة الحب و الحياء....
سيدتي قصيدة شعر....اعجز عن لم شملها..
سوناتا...طقطوقة جبلية...عيطة مرسوية..
موشح اندلسي..اهازيج بربرية بايقاعات صحراوية...
هي لوحة بالوان زاهية...
تدهشك ايحاءاتها..
سيدتي عينة فريدة..
جمال قاتل..يسبي..يجنن..
يحلق بي الى ابعد من الحمق و الهذيان...
عيناها عسليتان..
سبحان الخالق المنان..
في مآقيهما اشراقة صبية و امرآة طفولية...
سيدتي...وجهها اختزل التاريخ و جغرافيا كل الاحقاب...
سيدتي ..جمالهاصعب التصنيف..
جدائل شعر سيدتي من الحرائر...
تلتوي شقراء...تاخذ لون الذهب بلا قيراط او اصباغ...
فانعكاس الشفق يكفي...ويضفي سحرا...
آه...ما اجملك سيدتي...
وما احلى الغوص في سحر عينيك...
هناك ....بعيدا....بعيدا...
على شاطئ بحر العشق..
تجلس ..سيدتي الجميلة الحالمة....
تذوب في عذوبة رومنسيتها....هنالك...
تحسبها غجرية رحل عنها الركب..
او فضلت الاستقرار على سحر الترحال و التجوال...
سيدتي تبدي لك انها عربية..
لها في وطن الاعراب حق و ميراث...
يسحرني وجه سيدتي...
في صوتها دفء وهمس و حنين
سيدتي ..ضحكتها ازهار وورود والحان..
في صمتها شجون..
في محراب كآبتها تولد ملايين الظنون..
على نحرها..اتلعثم ..
تضيع مني كل التراتيل..
فهي الابتهالات..و القداس و الترانيم...
سيدتي..لما يبسم ثغرها...
اتمنى الردة الى الصبى..فانعم بالفرب و اللقيا..
سيدتي سحر وطفولةوخجل...
سيدتي أنوثة وفتنة تغري...
سيدتي عفة وبحر عطاء....سمحاء فيحاء...
هناك....بعيدا.....بعيدا
على شاطئ بحر العشق
تجلس سيدتي...................
وانا هنا على مشارف جبال الاطلس ودير عين اسردون...
اجلس الى طاولةعند شجرة زيتون....
في مقهى نائية..
استجدي الاماني والاحلام.....
وحيدا....
اثلج الصقيع فنجان قهوتي السوداء الارابيكا
بطعم القرفا وزعفران بساتين تالوين..
اغفو..اشرد...انام مستيقظا...احلم...اسافر...
اقتفي عطر سيدتي..
وعبق الليمون الشامي الأندلسي
المعمد بشهد شفتي سيدتي....
هنالك...على شاطئ بحر العشق..
في خليج الاندلس...........................
الشاطئ الذهبي كلما روى الموج رمله..مال بياضا..
ترقطه بعض الاعشاب البحرية...تناثرت مدا وجزرا...
زخات المطر كقطرات الندى الناعم...
تلثم جبين سيدتي
تقبل خديها...ووجهها الجميل..
تنساب على رموشها..
تظنها تذرف دمعا...فرحا .الما..او قهرا وحزنا...
في ردائها الاسود..
تبدو في بهائها الطفولي..
في عنفوانها الانثوي..كحوريات الاديسا..
سيدتي الحالمة..تزدان.تتجلل وقارا..
شال على باب نحرها...
يدرا عنها صقيع الشمال الكسيح..
كمريم العذراء قبل تبشيرها بميلاد المسيح.....
*****بقلم الاستاذمحمد الحفضي /المغرب *****

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي