يا ساكن الروح يا كهف المحبينا
أبثك الهمّ إذ عزّ المواسونا
كل المنازل إلا أنت موحشةٌ
وهل بغيرك لي صحبٌ وأهلونا؟
عيني عليك وقلبي فيك منغرسٌ
رغم الفراق الذي كالنار تكوينا
عيني عليك وما اخترت الفراق وقد
هجرت عشي كالأطيار محزونا
ما اخترت فرقتنا يا نبع عزتنا
لكنه قدر كيد العدا فينا
"أضحى التنائي بديلا" تلك أغنيتي
في كل ليل وثوب الذل يكسونا
أشتاق تربك في عز أقبِّلهُ
من بعد ما بات بالأوجاع مرهونا
أواه يا وطن التحنان يا وطني
يا ليتني فيك، لو بالترب مدفونا
بكاي في غربتي والناي رافقني
دمع العتابا بشط النهر تحدونا
وصرخة الروح تُدمي الصخر حرقتها
شوقا إليك كأني صرتُ مجنونا
بكل شبر بأرض الله نازفةٌ
دماء قومي وكاس الذل ساقينا
وفتنة لبني الشيطان واستعرت
وكان مطعمها زهرا وزيتونا
فمن سيُخرسُ للبارود ألسنةً
حصدن في فتنة وردا ونسرينا
ومن يعيد اجتماع الأهل في سمر
حول المدافئ بالأشعار شادينا؟
ومن يهيئ للأطفال ملعبهم
في باحة الدار بالافراح غادينا؟
ومن يعيد لحضني من عشقتُ ولو
لساعة بأمان الله راضينا؟
أهواكَ يا وطن الأحرار يا وطني
وليس غيرك أرضى فيه توطينا
يا سوريا العز والأمجاد ما صلحت
إلا برأسك تيجان تعلّينا
من أرض مصر شدوت اليوم أغنيةً
فاقبل سلامي وخذ مني التلاحينا
وعد إلى العُرْب سيفاً صادقاً ويداً
على العدا لتصون الحق والدينا
أنا
البسيط
تعليقات
إرسال تعليق