التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم المبدعة/جميلة بريك////


أمسك الجلاد سوطه وٱنهال على الضحية ضربا وشتما لم يكن يعلم أي ذنب اقترفه المسجون فكلمة سجين كافية لتمنحه كل مبررات الجلد والشتم والتعذيب. في السجن يستوي المجرم والضحية المذنب والمظلوم هذا اللقب سجين يبيح للجميع أن يرموك بأبشع النعوت. وأن يسحبوا عنك رداء الانسانية ويمارسوا عليك كل أبجديات العنصرية والاستبداد والطبقية.
نعم نحن شعوب تكتفي بالظاهر لا تلج الى بواطن الامور تعلمنا أن نحكم على المتهم قبل أن تثبت إدانته وحتى إن ثبتت براءته سيظل مذنبا في نظر الجميع لأننا مولعون بتقمص أدوار الفضيلة ونحن الشرفاء والاخرون لهم من العهر والفساد ما يبيح لنا أن ندوس على كرامتهم ونتفنن في إيذائهم. فقط لأننا نرى أنفسنا الافضل والاسمى والارقى.
نحن تعلمنا أن نوجع الموجوع وندوس على من أسقطته الايام ونحتفي ونرقص على صراخات ضحايانا فقط لأننا نمتلك صكّ الافضلية.
وصكوك الافضلية هي ألقاب اجتماعية تجعل المجرم الذي يقف خلف القضبان شريفا. والبريء الذي يقبع داخل السجن مجرما.
يجعل العاهرة في القاعات الفخمة سيدة ترفع لها القبعات والمشردة في الشوارع تشتم وينتهك عرضها وتداس
نحن.... بئس ما نحن عليه! فكم قتلنا وكم جلدنا وكم قهرنا وكم ظلمنا فقط لاننا نحن اصحاب الصكوك والبقية الى الجحيم فلا مشاعر لهم لانهم من درجة ثانية لا يرتقون إلينا...
فجأة توقف الجلاد عن الضرب ترى ما الذي جعله يتوقف فجأة؟ لقد تناءى إلى سمعه صوت ضحيته ضعيفا متقطعا من بين أنّاته وصرخاته يقول حسبي الله ونعم الوكيل فيمن ظلمني. لقد أربكته هاته الجملة وأحس بأن فوق قوته توجد قوة أعظم يلجأ إليها الضعيف والمقهور والمظلوم والموجوع. جثا على قدمية طالبا العفو ممن أوغل في إيذائه. هو يطلب الصفح ممن تفنن في إيلامه. ظلّ الجلاد يطلب الصفح وظل السجين يتأوّه ويحاول أن يلملم جراحه فما أكثر ما أوجعته سياط الجلادين وقسوتهم....
#جميلة #

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي