التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الشاعرة د/هاجر أمين////


#سنين في المعتقل #

اليوم عدت من أسري أحمل جراحات  نقشت بحبر  الظلم  وشما على  جبين العدل...!!!! كيف لا.؟ ؟... . وهناك بين القضبان خلف جدران  الصمت المييت فوضى حياة  ليس لها بداية ولا حتى نهاية، هناك تعامل مثل حيوان شريد لا صاحب له ...لا يحق لك الكلام فقط  عليك  الإجابة  عن  كل تهم الأرض والسماء  التي لو وزعت  على أباطرة  الفساد ما كفتهم....!!!!
جئتك اليوم أيها البحر يا صديقي الصامت  حينا وثائرا  حينا آخر  مثلي  ...كم أفتقدت أمواجك المتلاطمة  ونسيمك الطاهر  ...ها قد  عدت اليك محطما مثقلا بآلام ضعفي ...قهرا يسكنني... وجعا يحاصرني  يخنق  عباراتي
جئت أشكو إليك بثي وحزني على صحبة مازالوا  يقبعون في زنازينهم ...لم يسعفهم حظهم العاثر  
من فك  القيود 
أيامهم  شتاء أصم  ولياليهم  صراخا يمزق أكفان الموتى من تحت اللحود ... لا احد  يرأف لحالهم.  إنه المعتقل  يا صديقي لا  بل هو جحيم الأرض  قبل جحيم الآخرة  ....هناك  تتحجر المشاعر ويتغول الجلاد  وكانه رضع   أم عامر وتغذى من جيف القرادة والخنازير ....حين يموت كل حس آدمي  فيه  يصبح  حيوانا ناطقا ، يتلذذ بعذاب من أوقعه حظه التعيس بين يديه يصلب كرامته  على أعمدة الذل  ، ومن هناك يعلقه على مشانق الإعتراف قسرا.. ... نعم جئت  من ظلمة تلك الزنازين  ، من أهوالها....أهفو  اليك ببقايا  إنسان بمشاعر صماء، مشتاق الى حضنك البارد أغتسل فيه من أردان الجبروت ، أغوص في طهر مياهك النقية  بروح متعبة .آه ثم آه  معك  فقط اشعر بالأمااااان وأنك أوفى  الاصدقاء .
لقد تغيرت كثيرا  يا صاحبي لم أعد أنا ...اليوم اصبحت تائها يخيفني غدي  أحاول من جديد العودة لنقطة الصفر .
لكني أشعر أن السير في  الطريق ثانية  أصبح غريبا  عن خطواتي وأتسعت ضبابية حياتي ...
كل دنياي تغيرت تقزمت لم أعد أنا ضاع مني الزمان والخوف كالبركان ثائر بداخلي  يدمر ما تبقى من تلافيف أعصابي ... كل ما تذكرت الأغلال  بيدي  يمزق الهلع صدري   يخنقني يحبس  أنفاسي ...
يا للهول..!!!  إنه  يحطم نبضاتي  فتتقاتل الأحلام في ذاكرتي ،  تنتحر على شواطىء  أوجاعي ...آه   قد مللت  ياصديقي فهل لجذبتني معك بين دروب أمواجك الى الأعماق   فإما  نجاة  وأما هلاك....

د.هاجر أمين

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي