#سنين في المعتقل #
اليوم عدت من أسري أحمل جراحات نقشت بحبر الظلم وشما على جبين العدل...!!!! كيف لا.؟ ؟... . وهناك بين القضبان خلف جدران الصمت المييت فوضى حياة ليس لها بداية ولا حتى نهاية، هناك تعامل مثل حيوان شريد لا صاحب له ...لا يحق لك الكلام فقط عليك الإجابة عن كل تهم الأرض والسماء التي لو وزعت على أباطرة الفساد ما كفتهم....!!!!
جئتك اليوم أيها البحر يا صديقي الصامت حينا وثائرا حينا آخر مثلي ...كم أفتقدت أمواجك المتلاطمة ونسيمك الطاهر ...ها قد عدت اليك محطما مثقلا بآلام ضعفي ...قهرا يسكنني... وجعا يحاصرني يخنق عباراتي
جئت أشكو إليك بثي وحزني على صحبة مازالوا يقبعون في زنازينهم ...لم يسعفهم حظهم العاثر
من فك القيود
أيامهم شتاء أصم ولياليهم صراخا يمزق أكفان الموتى من تحت اللحود ... لا احد يرأف لحالهم. إنه المعتقل يا صديقي لا بل هو جحيم الأرض قبل جحيم الآخرة ....هناك تتحجر المشاعر ويتغول الجلاد وكانه رضع أم عامر وتغذى من جيف القرادة والخنازير ....حين يموت كل حس آدمي فيه يصبح حيوانا ناطقا ، يتلذذ بعذاب من أوقعه حظه التعيس بين يديه يصلب كرامته على أعمدة الذل ، ومن هناك يعلقه على مشانق الإعتراف قسرا.. ... نعم جئت من ظلمة تلك الزنازين ، من أهوالها....أهفو اليك ببقايا إنسان بمشاعر صماء، مشتاق الى حضنك البارد أغتسل فيه من أردان الجبروت ، أغوص في طهر مياهك النقية بروح متعبة .آه ثم آه معك فقط اشعر بالأمااااان وأنك أوفى الاصدقاء .
لقد تغيرت كثيرا يا صاحبي لم أعد أنا ...اليوم اصبحت تائها يخيفني غدي أحاول من جديد العودة لنقطة الصفر .
لكني أشعر أن السير في الطريق ثانية أصبح غريبا عن خطواتي وأتسعت ضبابية حياتي ...
كل دنياي تغيرت تقزمت لم أعد أنا ضاع مني الزمان والخوف كالبركان ثائر بداخلي يدمر ما تبقى من تلافيف أعصابي ... كل ما تذكرت الأغلال بيدي يمزق الهلع صدري يخنقني يحبس أنفاسي ...
يا للهول..!!! إنه يحطم نبضاتي فتتقاتل الأحلام في ذاكرتي ، تنتحر على شواطىء أوجاعي ...آه قد مللت ياصديقي فهل لجذبتني معك بين دروب أمواجك الى الأعماق فإما نجاة وأما هلاك....
د.هاجر أمين
تعليقات
إرسال تعليق