إني وقفتُ على سطور سنيني
فسألتها عن مأتمي وأنيني
فتنهدتْ وتدافعت عبراتها
و رنت بصوتٍ ناحلٍ وحزينٍ
قالتْ لقد أبلى الزمان نظارتي
غدرا وقد أفنى الخريف غصوني
قد كنتُ يوما طفلةً سحريةً
فهرمتُ في عهد الصبا بشجوني
فغدوت في دهري عجوزا عانسا
خط المشيب سطورهُ بجبيني
ذهب الجمال ورقتي ونعومتي
وتجعد الجسد الذي يغريني
ماعدتُ أغري الطامحين بزينتي
أو يفتن العشاق سحر عيوني
عد يابنيّ فلم أعد معشوقةً
تهوى قصائد شاعرٍ بجنونِ
فابحث بأطراف الهوى عن طفلةٍ
يلهو الجمال بوجهها المفتونِ
وبها الأنوثة سلطةٌ علويةٌ
وكلامها من لؤلؤٍ ولجينِ
فاذهب بنيّ فما لنفسيَ حاجةٌ
لقصائدٍ لا تستثير شجوني
اذهب إلى ورد الصبا فبهِ التي
تهوى الدلال بلهفةٍ وحنينِ
فابحث لعشقك عن فؤادٍ دافئٍ
متعطشٍ لقصائد المجنونِ
اذهب فما عادتْ تداعب مهجتي
تلك القصائد أو تثير شجوني
لملمتُ أشتاتي وعدتُ مبعثرا
وأضعتُ كل قصائدي وجنوني
وفقدتُ عند المفرقين قصيدةً
كانتْ تحدق في ضفاف عيوني
فجرفتها بالدمع لما أمطرتْ
من مقلتيّ سحائبي ومزوني
ووأدتها في الوجنتين صبيةً
ورجعت أحمل حسرة المدفونِ
الجنيد الطيب
تعليقات
إرسال تعليق