اختلاج الحلم انتهى العرض وأسدلت الستارة ، خلت المقاعد من المتفرجين إلا من رجل ظل جالسا في ركنه ينتظر النهاية ، أو ربما يبحث عن البداية أصلا . لقد التبس الأمر عليه ! أيهما يأتي أولا ؟ فهو يرى أن البداية تكون مع نهاية العرض ، فتساءل : هل عادت الحمى وعاد معها الهذيان حاملا كل غريب لا منطقي ؟ فقد وجد نفسه جالسا مع متناقضات ، ربما ليس لها أن تجتمع سوية لا في الزمان ولا في المكان . فجلجامش يرفع نخب نفرتيتي مع ٱخيل الحزين على مصرع أخيه أثناء المبارزة ، وعلى سهول أوغاريت يقف حصان طروادة مزهوا بنصر مخادع ، وأعلام الردة ترفرف على قمته . أليس تركت بلاد العجائب وها هي تتبضع ملابسها من شوارع باريس ومتاجرها الفخمة ، حيث برج إيفل ينتصب وسط الصحراء ، مقابل جزيرة النخلة الصناعية . لورانس العرب يعانق قباني في مبارزة العشق لهوازن . الزير سالم يصافح جساس ، والبسوس ترعى بعشب كليب المقتول بسهم غادر . تلك الحمى اللعينة أدمنتها خلايا جسده الذي ربما ترهل ، اضمحل ، تمدد ، تمزق وتبعثر شظايا . الصمت عارم ، وجميع المقاعد فارغة ........ فجأة ، على ضوء الشموع وقبل عودة التيار الكهربائي ، يع...