سأخبر اللة عنكم بقلم ليزا جاردنر
هل سيتلاشى الخوف كما تتلاشى رقاقات الثلج الراقصة الباكية على الرصيف البارد..
ويحك أيتها الراقصة على حانوت ذكرياتي المظلم..
تعالي هناااا و ارقصي فوق طاولة أوجاعي ...
اصرخي!! مثل ملك الموت..
أو اصمتي !!
اسكبي لي كأس من مرارة حنضل الأوجاع ..
لعلها تسكر وجعـي لأموت معها أو دونها ..
فأنا ..
مع دقات قلبي
مع خلجات روحي
أتمزق ..
بين كل لمسة، و بسمة..
مع كل ذكرى و همسة
أكتوي بنارك...
تصيبني زلات و خيبات
فرويد ...
مشنقة الحياة عانقتني بحب و لهفة ..
لتخنقني بقبلاتها اللعينة
و لاحول لي و لاقوة
أريد الهواء ..
تحت وابل العاهرات و قنابل الوقود
يتم خسفي
و يضغط حبل المشنقة المتاَكل على شرايين عنقي
و يضغط، يضغط .. لينفجر الصاروخ
في قلبي و تنفجر أشلاء ذكرياتي
لتتمزق أمام الخارطة العربية
و لكن بدمي و لحمي و وجعي
خارطة قذرة
ترقص فوقها صافيناز..
آه من الاختناق..
آه من تلك اللحظات المريرة، لحظات قطار الموت السريع التي لا رحمة فيها ...
يسحققك سحقا و إذا بلغت الحلقوم .
عندها تتهدم أهرامات الذكريات..
و تتناثر جبال الأيام
و يموت الحب ..
يموت القلب ..
و تنهار الأعضاء و الأفكار ..
يتلف الروح و يجف القلم
و ينعدم الأكسجين الحزين .. ،
و يحترق الدماغ .. و يتحلل الجسد مع الأعضاء
من الاختناق ..
عندما تموت قبل أن تموت ..
تلهث و تلهث
و لا يسمعك غير المشنقة..
تصعد إليها للرقص معها لأنـك بحالة من اللاوعي ..
أنت موجوع من كل شيء..
المشنقة صديقة الأحياء الممزقين مثلي ..
عـندما تخسر كل شيء
فالـوحدة رغـم مرارتها تضيء القبور ..
أصـعب شـعور أنـك تحن إلى لحن قديم ..
خـذلك و كتب لك لحن الموت و قادك إلى حبل المشنقة
لـماذا العتاب
فأنا أهيم في حضن يديم الباردة و أذوب شوقا إلى قبلاته المسمومة و أحترق ببركان كرسيه و سوطة
كم مرة أموت في كل ثانية..
و ثانية
هذه الأنثى في داخلي معقدة
تصرخ على أوراق الحائط الصفراء
و تكتب قصة خـيبتـها ..
و آثامها
كم من المرارة أكلت
كم من الإهانات حصدت
كم فازت بجوائز نوبل للأوجاع..
و الآن تقف أمام حبل المشنقة عارية الذكريات و الإحساس ..
أنا من ظلمني البشر و الأصدقاء، و الساسة، و الرأسمالية، و الأيدلوجية ..
و الضحكة المزيفة، و البسمة الكاذبة ، و الحب الكاذب، .. إليكم أيها المنافقون، الكاذبون..!!
نعم لقد كنت حمقاء !! عندما صدقتكم، كنت غبية، عـندما آمنت بكم، و وثقت بكم ثـقة لا تستحقونها ..
إلى كل من شارك في موتي ، و وجـعـي ..
سأخبر الله عنكم
هناك قـصة طفلة دفنها المجتمع الذكوري قبل أن تولد..
يـداعبني ملك المـوت..
و يرقص معي على حبل مشنقة الحياة المزيفة ..
هناك باب يفتح و آخر يغلق
أيها الظـلم انقشع أما وجدت غيري؟!!
أصبحت أراك يا يا يـاأمـي..
ويستمر الضغط و أنتِ تحضنين جسدي الموجوع بأيام محروقة
لأبـكي رمادا ملتهبا..
و تمسحي دموعي و تحترق أصابعك..
ها أنا الآن
قاب قوسين أو أدنى
انتـهت قـصتي مـعهم و نزعت كـل ذكـرياتـي و أنا الآن مع حشرجة الموت الأخيرة أراك
لـن أندم ..
سأتدلى على حائط المبكى و سأترك عيني في الكنيسة المحطمة منذ الحرب العالمية الثانية..
و سيصلي على جثمانِ الشيخ بابا نويل في المسجد القريب لمنزلنا ...
و سأخبر الله عنكم ..
ليزا جاردنر/ اليمن
تعليقات
إرسال تعليق