((ذهاب بلا عودة ))***
لن أبكي عليك أن تضيع .....
كم توقعت مرارا .....
أن تنسي.. أن تنكر.. أن تبيع ...
كم اعتدت ذلك من غيرك ...
فقلبي للكثير مقبرة وبقيع ...
وما الحب و المعزة إلا ...
أكاذيب تسير بين الناس وتشيع ...
عرفتك قديما فتي ومقاتل ...
لوحة مبهرة بريشة فنان بديع ....
قلعة للتراث وسد منيع ...
بلسم للجراح.. وبعد الشتاء ربيع ...
أعاتبك علي غيرة وحياء ....
وربما كان فعلي لي شفيع ....
وددت أن تكون لي قيصر و أمل ....
وظننت بوجودك أن عالمي قد اكتمل ....
وأنك سعادة وأجر لقلب كم آسى واحتمل ...
ليتك ما كنت لي كون بكل ما حوي واشتمل ...
أبيك وقد حني ظهره السعي والجهد والعمل ....
والآن لا يرتقي فكره لأفلاك علمك ...
وماله في الحياة وشؤونها ناقة ولا جمل ....
فاجأتني بحديث .. لا أعلم منه شيئا ولا أتصور ...
وأثبت أن الصغير ينمو سريعا ويتطور .....
فمن بالأمس كنت علي أكتافي أحمله ....
ربما ينصر فكره علي من علمه بلسان يصيح ويتهور ...
وقد نسي أو تناسي ... أنني أب ....
والأب مستحيل أن يعاد أو يعوض أو يتكرر ...
وأن الخطأ في حق عزيز .... جريمة ...
فاحشة وذنب غير مبرر ....
علمتني يا بني درسا.. ولن أنساه ....
فالنب ينمو فيصير اشجارا وغابات ...
وكيف يفكر من دفئه يوم ومن رواه ....
ولقد فنى زمن الرقي والتألق ....
وأب ومثل أعلي لا أحب سواه ....
ولقد خلق الله لكل مرء قلبه ....
فكلٌ له ذهنه وعقله وهواه ....
أيقظتني يا بني من نوم عميق ....
بطريقة لا تناسب سني ولا تليق ....
فأنا الذي حددت من تكون ....
وأزلت لك الحواجز ....
ورسمت لك الطريق ....
أوهمتني ونفسك أني لك خل ....
وأنت لي حبيب وصديق ....
رحماك ربي فلترأف بقلب مسن ..
لا يقوي علي الغدر ....
ولا يتحمله ولا يطيق ....
أوجزت يا بني قولا ....
فقولي ..
كيف لأبيك أن ينجو ....
من هذا البئر العميق ....
أصرت يا بني كإخوة يوسف ...
كلٌ يسعي لسفك دماء .. من ..
إنه أخ ... بل أخ شقيق ....
معذرة إن أفضت وأسرفت في وصفي ...
لكنني عنيت كل ما أقول ....
وقصدت ذلك بالمعني الدقيق ...
خشيت علي وإياك ...
من فراق إلى ألابد ....
وأعلم كما تعلم .....
كم قلبي أحبك ....
وكاهلي عليك اعتمد ...
وأنني ربما أكون بدونك ...
سقف دون سند أو عمد ...
فاليوم فقط فهمت يا بني ...
كيف خلق الإنسان في كبد ...
نجوت من قسوة هجومك ....
لكني لم أستطع البقاء .....
ما وجدت نفسي إلا ....
سلعة تنتظر البيع او الشراء ....
وكأن قوتي ضعفت .....
وتحول الأمر في لساني....
إلى توسل و رجاء .....
وضعت بين يدي حقيقة ....
كنت أظنها وهم .. خيال ...
بعيد كنجوم السماء ....
مقبول ان اري قمر في الصباح ...
لكن... كيف أن يضيع عمري فيك.. هباء ....
ساوت نفسي يا بني .. في الحالتين ....
فأنا غير موجود في الظهور والاختفاء ....
يبدو أنني احترفت وضع الاستماع ....
وفقدت أدوات الهجوم وحتي أدوات الدفاع ....
ولم تبق شريعة لدي ولا أقوال تستحق الاتباع ....
وضاقت الأسواق بي وبسلعتي .....
فما انا وما تاجرت بشيء.. كي يشتري أو يباع ....
ووقعت الدنيا قرار عزل بحقي .....
فكان التمرير تاريخيا... موافقة بالإجماع ....
يقولون أني من همشت نفسي ....
وأنني مغرور ... أراني خلقت لكي أطاع ....
لكنني أري ذاتي... فقيرا لله وحده ....
فما الدنيا سباق ولا نزال ولا صراع ...
وما العبد إلا عائدا إلى ربه .....
فأبعدنا ... بينه وبين القبر .. ذراع ...
وشعرت بالوحدة من جديد ....
ومر عمر علي .. وكأنني لم أستفيد ...
أو الدهر يقول افعل ما شئت ....
ولن يكون إلا ما أريد ....
ظننت أن حولك رجال ....
عماد وسند و ظل كثيف وعديد ....
ولتبقي كما تعودت ....
تجوب الجهات منفردا وحيد ....
تحالفت يا بني مع ألد الخصوم ....
ما لم أسمح له في حياتي ...
أن يتواجد أو يظل أو يدوم .....
أكثرت من لومي.. وزدت علي همي هموم ...
وما يضير قلب ملأته المظالم ....
سماء سوداء تعلوها الغيوم ....
سددت إلي طعان محكمة...
سأظل أذكرها حين أنام وحين أقوم ....
أبدلت يا بني أبيك بغائب ....
والمرء إذ يخطئ .. يعود .....
ويرضي الله عن كل تائب ....
والكل موثق من نحره ...
وكيف للشيبة أن يكون سائب ....
وإن كان مني زلة .. فرفقا ...
إنما هي من قلب فيك متيم وذائب ...
ولقد تحملت وزر .. والله بي أعلم ...
وما جعلت منك عني حامٍ أو نائب ....
فأنا الذي أحب وعشق ومال ....
وكان في ذلك مستمر ودائب ....
سأغمض عيني و أكيد سأجتاز ....
لكنك لن تظل لي .. ملجأ و ملاذ ....
ستظل حامل اسمي فقط.. بالمجاز ...
فكل شيء محتمل ووارد ....
سبحان ربي في خلقه ....
فالنفس خلقها بإتقان وإعجاز ....
فمن أفسدها خسر ....
ومن زكاها ربح وفاز ....
فقط ندمت علي أيام ودموع ...
وسنين كان النوم فيها محرم ممنوع ....
وقلب اختلفت دقاته ألف مرة ....
وكاد يخرج عليك فزعا من بين الضلوع ...
وهامة ظلت عالية .. ليس لأجلي ...
بل خشية عليك من الانكسار والخضوع ...
سلام عليك يا بني فقد سئمت منك ....
والحب إذا اختفي ....
فربما يكون سفر بلا رجوع ....
أسامه صبحي ناشي
تعليقات
إرسال تعليق