التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الشاعر أ/خيرات حمزة إبراهيم/////


،،،،،،،،،،،،، حـــــوارٌ قـــــدسيٌّ ،،،،،،،،،،،،،
( بين شهيدٍ وأمهِ )

( على أشجان البسيط )
قالت له :
قد كنتُ أرغبُ أن أهديكَ من كبدي
طهرَ الـجلالِ الَّــذي أفضى لكَ العبَقا

وكـنتُ أشــهقُ أن أشـــتمَّ من كفــنٍ
بَخُّـورَ جـرحٍ سقى من عطرهِ الحبَقا

أُهديكَ روحي ونورُ الشَّمسِ ساطعةٌ
فامسكْ بهـا شهبًا من وهـجها انفتَقا

أم زهــرَ عمــري وما للعمـر من ثمــنٍ
طـافَ الـرِّثاءُ وفي صــدرِ الخلودِ بَقا

كيفَ المَصابُ يــزجُّ القلبَ في وجـعٍ
والـرُّوحُ تبكي الفراقَ السَّاكنَ الحدَقا

هـــلْ ألتقيـكَ بذاكَ القــلبِ يرأفُ بي
والصَّـــدرُ يرصـــدُ أحـــزانًا ومُنغــلَقا

أمْ ألتقيـكَ بشـوقِ النَّفــسِ في أمــلٍ
جنَّـاتُ عـدْنٍ لمنْ ضحَّى ومن صـدَقا

لكــــنَّ حكمتــهُ الأسـمى بهـــا أجـــلٌ
قـد لامسـت خافقي بالطُّهـــرِ فانفلقا

واحســـرتاهُ لمــن بالـــدَّهرِ زادَ أسـىً
قلـــبٌ يباسٌ رَمتـــهُ النَّــارُ فاحتــرقا
مجـــدٌ تـزيَّنَ بالهامــاتِ طـــــافَ بهـا
وصـــرخةٌ مـزَّقتْ أفــــراحَ مــن رتَقا

لـكَ الخلــــودُ ونحــلُ الـــزَّهرِ ينثــرهُ
والخـزيُ شـوكٌ لمن بالحـقدِ قـد نطقَا

قال لها : ( على هدير الكامل )

أمِّــي ويا ســـكنَ النَّعيـــمِ بخـافـقي
غصـــنٌ تضــــوَّعَ بالنـــدى يتــــورَّقُ

فيضٌ ويا خيــــرَ السَّنــــابلِ تنـحني
منــكِ السَّـــخاءُ بكــلِّ طهــرٍ يُخــلَقُ

أمِّـــي ويــا ريحــــانةً يـــرقى بــــها
عطــــرٌ سمـــاويٌّ يفــــوحُ ويَعبَـــــقُ
مابــالُ جـــرحي يستفيـــــقُ بنــزفهِ
والشـَّوقُ صـافـحَ كـلَّ حضـنٍ يشهَقُ

أمــاهُ كـم عانــيتُ من ظــلمِ الــورى
حقــدًا يـــروِّعُ بالقـــلوبِ ويصـــعَقُ
ماشـاقَ أمِّـــي والــــــنَّبيُّ بصبــــرها
قــد لامسـتْ نزفــي بـدمــعٍ يصـدَقُ

أمَّــاهُ يا نبــــــعَ الحنيـــــنِ بطـــــهرهِ
قلبُ الهـــدى والخيـــرُ فيضٌ أعمَــقُ
دَمــنا الــــذَّكيُّ بـرى عهــــودًا يستقي
طهــــرَ التُّـــــرابِ ومـــن بــهِ يتـرفَّقُ
كَــذبَ الطغــاةُ بمـا هَــــذوا وتشدَّقوا
عــــارٌ يطــــالُ بمـــا رجــوهُ وأخفَقوا

وطــنٌ وقــد فــاضَ الجَّــلالُ بأهـــلهِ
مــربى الــرِّجالِ وللشَّـــهادةِ نعشـَـــقُ

تــَبني البــــلادُ وبالكفـــاحِ حضــــارةً
نبــل الفــدا من بالنُّفـــوسِ تصــدَّقوا

خيرات حمزة إبراهيم
٢٩ / ١١ / ٢٠٢٢
ســـــوريـــــــــــــــــة

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي