قاريء الكف
..............
قالت: اتيت اليك فاقرأ. طالعي
ورقيق همسك كي يداعب مسمعي
واسرحْ بكفِّي فالخطوطُ تشابكتْ
في راحتيَّ وفي مفاصل إصبعي
جَلَسَتْ بِقُرْبِي مثل ريمٍ شاردٍ
ويفوح منها مسك ظبيٍ مُسْرِعِ
قلت امددي كفيك نحوي حلوتي
فلمست كفّيها. فذابتْ. أضلعي
ومددت كفّي نحوها فتنهدت
تنهيدةً سالت . عليها . ادمعي
فانسابَ كفّي في حريرٍِ ناعمٍ
فنَسيْتُ كلَّ احبَّةً كانوا معي
وتقربَتْ منِّي فزادَ لهيبها
وتلعثمتْ شفتايَ إذْ غابَ الوعي
فلثمت كفَّيها وبعضَ ذراعِها
وشفاهها الحيرى تداعبُ أشجعي
وبِجِيدِها السلسالُ يرقصُ ماجناً
وبساقها الخلخالُ حلو المقطعِ
وبثغرها فاراتُ عطرٍ فُتِّقَتْ
وبخدِّها بدرٌ بهيّْ المطلعِ
وبصدرها تاجا زمرِّد رصِّعا
بدنانِ خمرٍ عينها لم تُرْضَعِ
سالَتْ خمورُ العشقٍ بينَ شفاهِنا
ورشفتُ شهداً من رضاب المنبعِ
كالْحَيَّةِ الملساء يرمعْ خصرها
بالروضتين وليته لم يرمعِ
قالت وقد بلغ العناق اشدَّهُ :
(رحماك من هذا الهوى لم أشبعِ)
......................
ابو مظفرالعموري
رمضان الأحمد.
تعليقات
إرسال تعليق