التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم/كريم خيري العجيمي////


قارئ الصمت..!!
....................
حينما نعمد إلى البوح يا سادة..
نشرع سن اليراع..
،ونعبئ المحابر بمداد الدم والشريان نازف..
ونمد الصحف مد البصر لتستوعب حجم المعاناة..
فليس لهذا معنى إلا أن الدواخل قد باءت كل محاولاتها للكتمان بالفشل..
،أن التربة في الداخل قد أنبتت ثمار السفر عبر السطور..
،أن الغربة تحصد سنابل البقاء فلا تبقي ولا تذر..
وأن الإفصاح هو المحاولة الأخيرة الفاشلة جدا لتخفيف الحمل..
وأن السير على أرصفة الذكرى قبيل الفجر هي آخر معارك الليل الحزين قبل أن يغتاله الفلق..
لنجد أن الحرب غير متكافئة..
فكيف بسرية قلم عابث بلا عتاد ولا عدة في مواجهة حجافل الأرق وهي تغزو بقايا الأنفاس..
لتسطرها شطرا في قصيدة من رثاء..
أو سطرا في حكاية للتسرية عن ساكني عاصمة السهر..
أو ربما فصلا في رواية لا يعرف كاتبها كيف يكتب فصل الختام..
تماما كمن يعمد إلى علاج الجرح بالملح..
ويخيط الفتق بخيط العنكبوت ليمنع أعين المتلصصين من استراق النظر..
وهي بالأصل تقرأ المعالم التي تعلن ثورة الأعماق صمتا..
فسبحان من جعل في الهدوء الصابئ ضجيجا..!!
وسبحان من جعل من فلاة العزلة في أعيني خضرة ومروجا..!!
فاقرأوا إن شئتم أن الأمر الذي يرهق الخافق ويدفع القلم جبرا إلى أن يكتب هو في أصله كتمان يغلي في الصدور كغلي الحميم في قعر السقر..!!
وأن تلك الضلوع الظامئة إلى الترحال في ظل الهدوء..
مقامة على أعمدة من ضجر..!!
وأن القلب الذي أعتزل الجميع..
وأسقط كل الحسابات عمدا..
وجرع كأسا من لظى كمدا..
وثار يوما على صبوة الهوى..
وهو في الرق مصفودا..
أضحى جلمودا..
أو..
محض قطعة من حجر..!!
أن القلب الذي أقام الوطن في كفين من ذهب..
ومات شهيدا في محراب الجهد والنصب..
قضى العمر مرتحلا..
وجمع الحزن زادا..
للسفر..!!

يا قارئ الصمت..
هل قرأت في الصمت أوجاعي..!!
أقول لك..
كف عني دمدمة الرعد في مجرى أوردتي..
كفاك..
ما عاد للأمر من داع..!!
كفاك ذئب الحرمان ينهشني..
ويمزق بالخذلان أضلاعي..!!
وأنا الحمل المقتول بلا ذنب..
وأنا والله المنسأة والراعي..!!

أنا والليل والصبر والصمت أسطورة..
من أساطير الزمن القديم..!!
أنا والحب والوصل أضداد..
لا تدوم في رحل أبدا ولا..
ولا تستقيم..!!
أقسمت بربي..
أني مقيم في محراب عينيها..
وعيناها يا سيدي القارئ..
تقيم القيامة في أم قلبي..
لا تقيم وزنا..
ولا تقوم..!!
نامت في الهوى وربي عيناها..
وقلبي الظالم ما عشق إلاها..
فقل بربك..
مأساة حبي..
هل تهطل عشقا بعد الغيوم..!!
كلا..
والجواب كلا..
يمضي العمر إن شاء ربي..
والهجر وشم على التخوم..!!
فأنى لي أقول صبرا..
يوما كان أو بعض يوم..!!
عذرا..
فر القلم من قيد كفي..
والنبض وجع..
والصبح ولى..
فلا عليك..
إن هجرت سمائي..
يوما لوجعي..
تلك النجوم..!!
واقرأ الموت في وجه صمتي..
وأقرأ العشق في وجه موتي..
ولا عليك..
(نص موثق)

النص تحت مقصلة النقد..
...............................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي