التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الشاعر/محمد الفريول/////


إجتياح

تأملها بانتشاء..
لم يكن غريبا أن يتأملها بانتشاء، شيء ما يشده إلى هذه المرأة الغامضة.. شيء غير أنوثتها الطافحة، شيء يختفي في نظرتها التي يستوطنها ألم دفين، وتسكنها خيبة أمل.. تحدثا قليلا كان يهمها أن ينتبه لأنوثتها لكن أذهلها أن يتوغل عميقا في غموضها، أن يتجاوز خرائط جسدها إلى الأخاديد العميقة التي حفرها الزمن بداخلها..
تساءلت - وهي تنتبه لتأمله الحائر- بينها وبين قلبها، بينها وبين عقلها، بينها وبين ذاكرتها، أيعقل أن أكون شفافة هكذا، عارية لاشيء يستر جراحي؟ كيف لم تخفي عنه بسمتي - التي يقال أنها ساحرة- ما أخفيه من الوجع؟ ..
بين الكلمات والجمل الروتينية التي تبادلاها كان ينقل إحساسه بكل ما تعانيه، وإدراكه لكل ما تخفيه أو تحاول أن تخفيه، وكانت لا تستطيع أن تكتم تعلقها السريع بهذا الغريب الذي نفذ إلى داخلها دون أن يستوقفه البناء الجسدي الجذاب..
بعد حديث متشعب تغطي به ذهولها من سرعة اجتياحه لدواخلها، ويستر به اكتشافه لأوجاعها رن هاتفه، تأمله بنظرة وخاطبها: "أصبحت مضطرا للذهاب أتساءل إن كان في الإمكان أن أراك ثانية؟"
هزت رأسها موافقة وتمتمت بينها وبين نفسها:
"أتساءل إن كان في الإمكان أن لا تفارقني ثانية؟!"

محمد أكزناي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي