قناعات كبيرة
............ ١
ماأوحش هذا الليل..
ماأشد بخل النور..؟
أمضي في الدرب اليكِ..
أمسكني الناطور..
أعصب عيني..
قدمني لفلاح البستانِ..
ترافقا عليّ..
ألقياني في النهر..
ودورة ألأفلاك تدور..
والناعور يدور..
ورأس البستان يدور..
سال سفيح الدم،
فوق شفتي النهر..
صرت جدث، سمادا..
النسغ في جذوري يسري
حيث جذع النخلة..
والنسغ في عروقي يجري
حيث فسيل النخلة
أتوالد امشاجاامشاجا
في الساق في الجذور
في البذور..
٢
عاد الناطور والبستاني للمشهد،
وفزاعات البستان هناك تشهد...
غطى بأسمالي...
عين الفزاعة الكبرى،
تعترض الفزاعة الصغرى،
تبادلاالفزاعتين المشهد...
صارت أسمالي
حديث الفزاعتين،
وخلاف بين الناطور والبستاني،
وخلاف بين الجذر والساقِ
في جذع النخلة ألأسود..
اخرجاني مرة أخرى من النهر،
حملاني في سلال عذراء،
قدماني للباعة في سوق الحي
تشاطرا اثماني
لم اكن بسعر يزهد..
٣
ماأوحش هذاالسوق،
ماأشد بخل الباعة..؟
أعادوني مرة أخرى للبستانِ
حيث الناطور والبستاني،
صيراني هذة المرة سماداً
جاهدا جدا في غرسي
أماتا النسغ مني
يأكل الطير من رأسي
بنقر بطني العصفور..
عدت أتجذر مرة أخرى،
أتجذر رطباً أسود
في فسيل النخلة
وسعفاً حصيباً خلف السور..!
٤
أين كنت منك..
أين كنت مني..
الف سؤال في رأسي يدور..؟
الفزاعة الكبرى قالت:
لم تكن في البستان ألا امرأة واحدة
منذ الالف الحجري قبل الميلاد
كانت هنا تشرب رطب النخل،
وتسبح عارية في النهر
اراها اليوم هناك تحتضن الدود..!
للفزاعة الصغرى قول أخر:
كانت أمرأتان
يرقصان على ايقاع سعف النخلِ
يشقان صدر الماءِ
كانت احداهن تدعى "أفتيليا"
وبصوت البستاني
تدعى "سوحيد"
.
.
. غراس
تعليقات
إرسال تعليق