التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الأديب/جرجس لفلوف/////


قصة وعبرة .
طالبة في ربيع عمرها تمشي إلى غرفة صفها بخطوات غير متزنة تتوكا على الجدران حاملة وجها شاحبا وهالة داكنة تطوق عينيها الذابلتين.. اوقفتها ناظرة المدرسة باشفاق سائلة..هل أنت مريضة.? .توقفت متهالكة. تنفست بعمق ثم أجابت بصوت شبه مسموع ..لست مريضة انسة لكنني لم اذق الطعام منذ غذاء الأمس...إنه الريجيم
تأملت الناظرة الجسم النحيل وقالت ..انت لا زلت في مرحلة النمو وجسدك بحاجة إلى الغذاء السليم لا الى الريجيم فهل تستطيعين متابعة دروسك وانت مرهقة.?
استمعت الفتاة بانصات واستغراب واجابت وكان الأمر محسوم ..انا بنت يجب أن أكون رشيقة خفيفة ..هكذا تلقي علي امي درسها الصباحي كل يوم
تركتها تدخل صفها بخطوات عجوز وذهبت هي إلى مديرة المدرسة والمواجهة لمناقشة الموضوع واسفت لزمن تقدس فيه المظاهر على حساب الجوهر وتتجلى فيه الرشاقة والقد المياس على حساب الفراغ الفكري حتى غزت هذه الظاهرة عقول المراهقات ماقد يسبب لهن إعاقة جسدية أو عقلية إلى حساب التنمية الصحية على أسس علمية سليمة متكاملة جسديا ونفسيا
لا شك أن الاهتمام بالشكل مهم ولكن وفق ضوابط صحية وطرق علمية لا تترك آثارا سلبيةانية ومستقبلية ولا يجوز أن يتحول هذا المطلب إلى هوس في عقول الكبار والصغار دون معرفة ودراية عن آثاره السلبية وقد يكون للتقليد الأعمى دورا في هذا .وهل من الحكمة أن تختزل المرأة نفسها من انسانة متكاملة جسديا ونفسيا إلى مجرد جسد متناسق تحت اسم العصرنة المزيفة.?
الإنسان في مرحلة النمو يحتاج إلى الغذاء المبرمج مع ممارسة الرياضة البدنية والفكرية الكفيلة ببناء الجسد والعقل بناء سليما متكاملا
من المسؤول.? هل الأم.? هل الفتاة المراهقة.?هل الجهل في أسس التربية.? ألا يمكن حماية هذه الزهرات وهن في مرحلة التفتح والنضوج.? ما دور المؤسسات التربوية في أبعادهن عن هذا الفكر والسلوك المشوه.?
في نهاية الدوام ذهبت الموجهة برفقة الطالبة ألى منزلها والتقت مع الأم لمعالجة هذا الأمر حفاظا على صحة الطالبات ووقايتهم من السلوكيات التربوية الخاطئة
جرجس لفلوف سورية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي