التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الأديب أ/ياسر أبو السعود/////


سلم النجاح
اسماعيل شاب بسيط لم يكمل تعليمه واكتفى بما تعلمه من تعليم بسيط متواضع .. عمل بوظيفة متواضعة تتناسب مع تعليمه .. غير أنه كان نشيطا حاضر الذهن .. يستفيد من أي معلومة تمر أمامه .. وكان يستطيع بمهارة يحسد عليها أن يوظف تلك المعلومات لصالحه لدى رؤساؤه فحظي بثقتهم .. وعرف وقتها من أين تؤكل الكتف . زاد نشاطه في جمع المعلومات وتوصيلها لمن هم أعلى منه ليحصل على مزيد من الثقة ومزايا أخرى .
كان لا يتورع عن نقل تفاصيل خاصة عن زملائه والوشاية بهم عند اللزوم ليحصل على مكافأة أو إشادة .
كان كلما انتقده زملاؤه أو عنفوه أو لاموه على فعله .. كلما زادت نشوته بأنه على الطريق الصحيح للنجاح ..
انتقل بفضل ( مهاراته ) من عمل بسيط إلى عمل محترم ثم تدرج مع كل دناءة في الصفات إلى درجة أعلى في العمل .
كان يشعر بأهميته كلما نظر إليه زملاؤه بازدراء وغضب .. وكان يشعر وكأنهم يحسدونه على حسن صنيعه . ولم يكن يدري أنها صارت نظرات كراهية وغل .
كان يتلذذ باستخدام أي طريقة لإبعاد الناجحين من طريقه .. ويستمتع بأن يطأ بقدمه على الآخرين ليرتفع .
ما عاد أحد يحبه .. وكرهه الجميع .. وهو مستمر في الصعود الوهمي في درجات ( سلم النجاح ) .
كان يسمع سباب الآخرين ودعاءهم عليه . دون خوف أو خشية من الله الواحد القهار .
كانت قناعته بأنها ضريبة النجاح وكانت قناعته تلك أقوى من فهمه للحقيقة المؤلمة . وكان دائما ما يردد بأن النخلة العالية المثمرة .. يقذفها الناس بالحجارة .
وبعد سنوات من الطغيان والظلم وكان قد صار ماصار إليه .. كان قد استفحل حجم الكراهية في قلوب الناس له .
وكان أكثر الناس تأثرا بظلمه .. عامل بسيط كان قد تم طرده من العمل بسبب إسماعيل الطاغية .. فكان يدعو الله عليه ليل نهار .. وهو يعلم بأن الله العادل لن يقبل الظلم .. وسوف ينتصر له وللمظلومين ولو بعد حين .
وفي إحدى الليالي مرض ( إسماعيل ) مرضاً شديداً قال الأطباء عنه أنه لا شفاء منه .
دخل المستشفى وطال بقاؤه فيها لشهور طويلة تتدهور صحته يوماً بعد يوم . ولم يكن أحد يزوره خلالها . فقد كان خلال عمره قد فقد جميع أصدقاءه وزملاءه وجميع من حوله .
وكان المظلومون ومن تجرعوا مرارة طغيانه يتابعون أحواله من بعيد وبلا شماتة . لكنهم كانوا يدعون الله العادل بلا كلل أو ملل .
وفي أحد الأيام وبينما إسماعيل مستلق على فراش المرض في المستشفى يذهب في غيبوبة يستفيق منها كل فترة خُيّل إليه أنه كان قد رأى أحداً يزوره .. وقد تكرر ذلك في عدة أيام .. هل هي تخاريف المرض وأوهام الغيبوبة .. أم أن أحداً بالفعل قدم لزيارته أو الإطمئنان عليه ؟ .
إلا أن الإجابة جاءته في لحظة اليقظة عندما رأى ذلك الرجل أمامه .. وسمعه يتحدث مع إحدى الممرضات يسألها : ألم يمت بعد ؟؟؟

#ياسر_أبو_السعود

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي