التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الأديبة أ/رومي الريس/////


جلس المريض أمام الطبيب
نظر الطبيب إليه من تحت زجاج نظارته الطبيه وقال بصوت اجش: هل مازلت تصر على اقوالك مارك ؟
التزم مارك الصمت ولم يرد على السؤال.
مارك ...مارك .
هل تسمعني؟
رفع مارك رأسه بهدوء ونظر إلى وجه الطبيب في صمت مطبق ولم يحر جوابا.
الطبيب: مارك يبدو أن اعصابك مازالت متعبه .
يبدو انك تحتاج إلى مزيد من الوقت معنا هنا في المصحه.
كان مارك شارد الذهن ولم يكن يستمع الى حرف واحد مما قاله الطبيب . لقد كان سارحا في هذه الليله التي هبط فيها من السماء ذاك الطبق الطائر الآتي من عالم آخر ،وهبطت منه تلك الكائنات الفضائية الغريبة الشكل ،ملابسها المثيرة للدهشة والتعجب .لقد اصر مارك على أنه شاهد هذا الطبق الطائر وتلك الكائنات الفضائية وهرول الي زوجته روز وهو ينتفض
وعيناه زائغتان ويردد بصوت خافت: لقد كانوا هنا.لقد رايتهم.
كانت روز المسكينة تغط في نوم عميق فاستيقظت وهي تهرش رأسها في ذهول وقالت: ما الذي تتحدث عنه عزيزي
مارك . هل جننت ؟
رد مارك بصوت خافت: هس اخفضي صوتك حتي لا يسمعونا.ربما أنهم مازالوا هنا .ربما قاموا بخطفنا.
ومنذ تلك الليلة المشؤمه وهو يصر على أنه شاهد هذا الطبق الطائر وتلك الكائنات الفضائية وكلما ذهب إلى مكان كان يتحدث مع الأصدقاء والغرباء عن هذا الأمر.فنصح الجميع روز باصطحابه الي احدي المستشفيات للأمراض النفسية والعقلية .حزن الجميع على مارك فقد كان شخصا طيبا ومحبوبا من كل الناس وكان بكامل قواه العقلية ولم يشتك يوماً من اي مرض عضوي . ومنذ دخل المصحه وهو ملتزم الصمت ولا يتحدث الي أحد.
ولا يدري أحد ما الذي حدث لمارك في تلك الليلة المشؤمه والتي كانت سبباً في إصابته بلوثه عقلية حتى الآن .وفي المرة الوحيدة التي نطق فيها قال: أنهم قادمون..... قادمون.
ولم ينطق بعدها ابدا.

تمت
بقلم الكاتبه رومي الريس
بعنوان (الزائرون)

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي