لم تكن هناك سماء،
و لم تهبط الأرض بعد
لا شيء من ألواح البردى
و لا آلهة سوداء تعبد
لا حنّة حمراء تُعجن
لا بخور في المعبد
لم تكن هناك أصابع عشرة،
و لا أرقام طينية للعد..
أكاذيب البردى
كانت أحاديث المسامير
للتوابيت
أدم لم يولد بعد
لم تكن حواء الأولى
لا تفاح في الحقل
و لا رخ و غراب أسود
قابيل لم يفقه علم الحد
و هابيل لم يكن
بجفن أرمد...
للآن لم يعلو المد
للآن لم يولد جزر
لم يكن هناك شيئ يذكر
لم يكن ما يشهد...
٢
يدور في رأسي سؤال أرمد.
من صنع أول تابوت
كيف يحنط الموت
بصندوق أسود..؟
كيف لنا أن نعرف دق المسامير
و نكتب بها ألواح الطين
و ندّعي أننا أصحاب المنجدّ؟
إن كان لا خلق هناك
سوى دخان أبعد أبعد..؟
إن كان الحق لم يصنع
كيف للباطل يولد ؟!!
٣
بجناحين طار إلي..
و أتساءل لماذا لا أطير
ليس ثمة مسافة بين
الجسد و الجناح،
لعلها طريقة أخرى للبحث
عن المجهول..
فليس سراً أن تكون الأنوثة
من ورق..
و الفحولة محراث من قصب
و لعل طائر الحب بجناحي فولاذ
و الأدهى أنّ السماء ما عادت تأتي
كما قبل بقميص مقطوع الأزرار..
من جرّب أن يرى ابتسامةً لمنقار
و راح يسأل عن سر الابتسامة
لعلها كانت مناقير
يقطع فيها
أجنحة الظلام...
٤
الأزرار:
فكرة خياط أعمى
يلظم خيط الإبرة على ضوء القمر.
حيدر غراس
تعليقات
إرسال تعليق