التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم العملاق أ/حيدر غراس/////


لم تكن هناك سماء،
و لم تهبط الأرض بعد
لا شيء من ألواح البردى
و لا آلهة سوداء تعبد
لا حنّة حمراء تُعجن
لا بخور في المعبد
لم تكن هناك أصابع عشرة،
و لا أرقام طينية للعد..
أكاذيب البردى
كانت أحاديث المسامير
للتوابيت
أدم لم يولد بعد
لم تكن حواء الأولى
لا تفاح في الحقل
و لا رخ و غراب أسود
قابيل لم يفقه علم الحد
و هابيل لم يكن
بجفن أرمد...
للآن لم يعلو المد
للآن لم يولد جزر
لم يكن هناك شيئ يذكر
لم يكن ما يشهد...
٢
يدور في رأسي سؤال أرمد.
من صنع أول تابوت
كيف يحنط الموت
بصندوق أسود..؟
كيف لنا أن نعرف دق المسامير
و نكتب بها ألواح الطين
و ندّعي أننا أصحاب المنجدّ؟
إن كان لا خلق هناك
سوى دخان أبعد أبعد..؟
إن كان الحق لم يصنع
كيف للباطل يولد ؟!!
٣
بجناحين طار إلي..
و أتساءل لماذا لا أطير
ليس ثمة مسافة بين
الجسد و الجناح،
لعلها طريقة أخرى للبحث
عن المجهول..
فليس سراً أن تكون الأنوثة
من ورق..
و الفحولة محراث من قصب
و لعل طائر الحب بجناحي فولاذ
و الأدهى أنّ السماء ما عادت تأتي
كما قبل بقميص مقطوع الأزرار..
من جرّب أن يرى ابتسامةً لمنقار
و راح يسأل عن سر الابتسامة
لعلها كانت مناقير
يقطع فيها
أجنحة الظلام...
٤
الأزرار:
فكرة خياط أعمى
يلظم خيط الإبرة على ضوء القمر.
حيدر غراس

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي