التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم الرائع أ/فوزي نجاجرة/////


#بقلمي# .
الوحش المغرور
في صباح يوم من الأيام ، بينما كنت أقف مصادفة على أحد مفارق الطرق ، واذ بمركبة صغيرة من نوع فيات يقودها سائق متوسط القامة ضعيف ومعه طفليه ، يصدم مركبة شحن كبيرة متوقفة على المفرق أمامه ، صدمها من الخلف . لم يحدث أي ضرر للمركبتين أبدا . المهم هرع الناس الى الموقع على الفور ، كان سائق الشاحنة عملاق ضخم، فما كان منه الا أن هجم على السائق الضعيف وأوسعه ضربا وركلا قبل نزول الأخير من مركبته ، قام جميع من تواجد بمسكه ومنعه من الاعتداء على الرجل الضعيف ، في الوقت نفسه اعتذر سائق مركبة الفيات عن الفعله ، وأبدى استعداده للتعويض مهما كان ، لكن السائق العملاق لم يقتنع ، ولم يتوقف عن التهديد والشتم بالألفاظ السيئة ، وكلما اعتقدنا أن الرجل القوي قد هدأ ، نتفاجئ به بالافلات منا والاسراع الى مهاجمة السائق الأخر بخنجره ، فنمسك به جميعنا ونمنعه بالقوة من الاعتداء على الرجل المسكين وقتله ، الكل كان يعقله ، ويرجوه أن يختصر الشر ودون فائدة .
احترت شخصيا أنا من سلوك هذا الانسان القوي ، ذو القوام ( العملاق ) بكل معنى الكلمة ، فهو في الأربعينات من عمره ، لا يقل طوله عن مترين ، فعلا كان انسان قوي مرعب ، رأسه أصلع ، وجهه أسمر ، أنفه ضخم وكذلك شفتاه ، عيناه جاحظتان واسعتان يتقادح الشرر منهما ، فكلما كنت أحدق فيها ، أرى وكأن شيئا كبيرا يحاول الخروج من داخلهما . لم يهدأ هذا الرجل العملاق ولم يقتنع من أي انسان بأن الحادث بسيط ، وأن مركبته لم تتضرر أبدا ، كان عنده اصرار غريب يدفعه الى قتل السائق الضعيف .
استمرت المشكلة لأكثر من نصف ساعة . تعطلت خلالها حركة السير وحضرت الشرطة ، الكل كان يحاول اقناعه بالهدوء وازاحة مركبته من الشارع لتسليك حركة المرور ، الا أنه كان ينفخ ويشتم ويتبرم ويحاول الافلات ليقتل الرجل الأخر وبدون وجه حق ، مسلحا بغروره وعجرفته وعنجهيته .
على حين غرة استطاع هذا الرجل العملاق الافلات من قبضة الرجال الذين يحتجزونه ، واندفع كالوحش الهائج مغرورا مختالا بقوته نحو الرجل المسكين الضعيف شاهرا خنجره عاليا لينقض عليه ويقتله ، فجأة وقبل وصوله للرجل بخمسة أمتار سقط على الأرض كصخرة كبيرة حطها السيل من على جبل.
التف جميع الحاضرين حوله ، تفحصوه ، حركوه ، حاولوا أن يسعفوه ، لكنه كان قد أسلم روحه لخالقها وفارق الحياة على عجل ، تعجب الجميع وتسائل عن سبب موت هذا الرجل الضخم وبدون أي مسبب ، واتفق الكل على أن الموت كان يعالجه قبل وقوع الحادث ، وأنه كان هو يسعى لموته المحتوم ويحتاج لمسبب ، ولا بد له من الاختفاء عن هذه الحياة . و........

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي