هذي دمشق
"""""''
ظبيٌ ترنّمً في الأهوار قد رتعا
في روضهِ الريمُ والرئبالُ قد جمعا
والطير يطرب والأغصانُ وارفةٌ
من مثل ترجيعه في الكون ماسُمـِعا
والنسر حلّق في العلياءِ ممتطيا
طودا من الغيم أو قد راح مضطجعا
ماهابهُ الضبّ والغزلانُ سارحةٌ
لم تخش سطوا وحتى الطيرُ مافَزِعا
والريم ترتعُ لا صياد يرهِبها
والغلّ فيها وأيم الله ما وقعا
هذي بلاد وربّ الكون زيّنها
فالخير واليمن في تكوينها وضعا
فيها تآخى جميع الناس في بلد
لاضرّ من ذا على هذا ولا طمًعا
فالعيش لقمته بالنصف قد قسموا
قدٌ بقدٍ ترى بل زاد من فُجِعا
والبرّ حدّثْ إذا ما شئت لا حرج
والعطف جارٍ كمثل الدر قد لَمَعا
من جاء للشام يلقى كل مكرمة
في غوطة الخير طير الأنس قد سجعا
فيها الكماة وقد صانوا كرامتها
والطفل شبل حليب الأسد قد رضعا
هذي دمشقُ وذا التاريخ يذكرها
إذ باب قلعتها من صلدها صنعا
من قاسيونَ ترى الأعلام مشرعة
رايات مجدٍ وراي العز قد رفعا
أنوارها سطعت في الكون مشرقة
ضاهت برونقها الدرّي إن سطعا
حدّث بما شئت عنها اليوم لا حرج
شام العروبة فيها المجد قد صنعا
فيها من الخير ما لا عين قد نظرت
من زارها غير من في الأذن قد سمعا
زرها أخا العرب فالترحاب شيمتها
يلقاك أهلا وسهلا قد وطئت معا
محمود علي علي
تعليقات
إرسال تعليق