بلابل الصمت
.................
ركنت بلابل صمتها في أحرفي
فأتى تناغم احرفي تغريدا
حتى صراخي حرَّرَتهُ بسحرها
والهمسُ صَفَّدَ قسوتي تصفيدا
همساتُها نبضَتْ فزادتْ لهفتي
وبريقُها جعلَ الهسيسَ رعيدا
كل الدروبِ تضيقُ نحو وصالنا
كم كان وَصلُ العاشقينَ بعيدا
تمحو وتكتبُ ثمَّ تحذفُ أحرفي
وتبوحُ حرفاً ساحِراً وَفريدا
فتكتْ بعينيها حروفي وانبرتْ
تحكي قصيداً رائعاً وَنشيدا
وتقولُ لي:(لا تقتربْ مِنِّي ولا
تُغرِ الفؤادَ وتُكثِرُ الترديدا
قد هام في الآمادِ بعدكَ يا فتى
فلِسانُ عقلي في الغرامِ عنيدا
فأنا جُبِلتُ من التحدِّي والنُّهى
فلِذا أُريدُكَ عاقلاً وَرَشيدا)
فأجبتُها:(قَبِلَ التَّحَدِّي خافقي
وطبيعتي لا تقبلُ التهديدا
تتوعَّدينَ.؟؟ وفي الوعيدِ إثارةٌ
وأنا بحبِّكِ لن أخافَ وعيدا
تتمرَّدينَ؟؟ لكي تُثارَ غرائزي
تَبَّتْ يداكِ...بِذا أكونُ سعيدا
أتُخِيفِني؟؟ من جمرِ حُضنِكِ حلوتي
ما كنتُ يوماً خائِفاً رعديدا)
فتبسَّمَتْ... وتنهَّدَتْ ... بِتَدلِّلٍ
قالت:(بِحُبِّكَ قد كسبتُ رصيدا
إنِّي أُريدكَ هكذا يا عاشِقي
فالعيشُ دونَكَ لن يكونَ رغيدا
وأحِبُّ قلبكَ قاسياً لِأُلينَهُ
وأهِزُّ فرعكَ كي يكونَ حديدا)
.................................
أبو مظفر العموري
رمضان الأحمد.
تعليقات
إرسال تعليق