🍀محراب السكارى🍀
الروحُ تَصْبو إلى منْ رقَّ وامْتَثلا
إليكَ تسْعى بقَولٍ يَنتشي غَزلا
تُحادِثُ الليل َفي سلْوايَ سارِحَةً
إذا بَدا طَيْفُكَ المُشْتاقُ مُشْتَعِلا
وأبلَغُ الشِّعرِ لا يَحْوي صَبابَتَنا
إلاَّ وقَلبٌ به قدْ جنَّ وانْفَعَلا
علَى رمادِ النَّوى يهْمي كساقِيةٍ
يسْتنبِتُ الوصلَ منْ ذِكْرى بِها اكْتَمَلا
يا نائِيًا عن دِياري نَأْي َمُغْتَرِبٍ
ما غابَ عنِّي حَمامُ الروحِ ..ما ارْتَحَلا
شتَّانَ بيْني وبينَ البعْدِ مُذْ سَهَدِتْ
عيْنايَ تسْتَحْضِرُ الأمْسَ الذي أَفَلا
لِلعاشقينِ رياحُ الشَّوقِ حُنْجرَةٌ
تَقْفو على مَتْنِها الأرواحُ منْ رَحَلا
لازِلْتَ في مُنْتَهى حُبِّي بِدايتَهُ
أحْلى كأَوَّلِ وَصْلٍ بيْننا حَصَلا
والحبُّ أقساهُ في بُعْدٍ يَهيمُ بِنا
وسَكرَةُ الروحِ لا تُخْبي بهِ خَبَلا
تَسْتَمْطِر الرّاحَ منْ عيْنيكَ مُذْ بَرَقَتْ
آفاقُ صَبْري وكأْسُ اللّيلِ قدْ حُمِلا
آنَسْتُ صَمْتا تَلَظَّى في مَجامِرِهِ
خيالُ عيْني عَسى للكَفِّ أنْ يَصِلا
ويَغْرِفَ الحُبَّ منْ دِفْءٍ مَنابِعهُ
منْ لمْسَةِ الكفّ تَسْقي شَوْقيَ العَسَلا
للرّاحلينَ سبيلٌ شُقَّ مِنْ عَبَقٍ
لا يقْتَفي العطْرَ إلاَّ مَنْ بهِ اغْتسَلا
شَذاهُمُ اجْتاحَ أنواءً ومَحْرَقةً
واسْتَوْقدَ النورَ منْ أطيافهِمْ رُسُلا
سِياَّنِ غابُوا وضَلُّوا في دِيارِهُمُ
فالروحُ تبقَى ويَنْأى الجِسْم ُمُنْعَزِلا
ما ضرَّني يا صَفِيَّ القلْبِ في خَلَدي
سِوى صَدى الآهِ إذْ يبْكيكَ مُرْتَحِلا
يبْكي ومِثْلي تكادُ الآهُ تشْهَقُهُ
ترْتيلةً تزْفرُ الأوجاعَ والوجَلا
قصيدةً تنْحَني الأفْلاكُ في يَدِها
وتحْمِلُ الدَّمعَ والخَفَّاق َوالمُقَلا
لتَمْلأَ الأفْقَ مِنْ ذِكْرى تُخالِجُها
فأسْتقِي مِنْ رُؤاها الصَّبر والأمَلا
أُدْنيكَ كَيْما تجَلَّى فوقَ أخْيِلَتي
أُصَبِّرُ النّفسَ حتَّى تَبْلُغَ السُّبُلا
إلهام نورسين.
تعليقات
إرسال تعليق