التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم/كريم خيري العجيمي/////\


عاقل حد الجنون..!!
..........................
ركيكة هي..
أحرفي حينما تحاول طرق أبواب البوح..
ونزف يراعي يدق الأبواب بعنف..
فقط..
ليدرك الركاب..
سائرا على صراط التمني..
هل يراني من أوجعوا قبلي؟!..
ومن أوجعوا قلبي..
وأنا أتماهى في حضرة الشمس..
أستجدي من الإفصاح أن يسر عورة الدواخل عن عيون المارقين على درب التلصص..
عجيب حقا أن أطلب من النقيض نقيضا..
لا بأس إذن إن قيل مجنون..
وما على المجنون..
وأنا أراه عاقلا لدرجة فاقت إدراك هؤلاء مرتبة فلما لم يصلوا إلى درجة استيعابه للأمور جن..
أطرق أبواب الخبء..
لأنزوي..
وأدرك مناهل العطش لأرتوي..
ظننت كثيرا أني ألج فردوس أرسمها..
عفوا..
فقد خاب ظني..
أليس بعض الظن إثم ومعصية..
إذن فلتعدينها خطيئتي الأخيرة..
خطيئتي المليون قبل الممات..
ولتعدينها معصيتي الكبرى غير أني..
مالت عن الحنف أبجديتي فيك..
وحرفي قد غاب عني..
لا ضير عليك إذن..
فلتحسبينها محاولتي البائسة الأخيرة للخسارة..
والمرارة..
والجسارة..
الجسارة حد التهور وامتهان الرعونة ديدنا..
فاعذريني لجرأتي..
في ساحة الأمنيات..
فما كان النتاج أبدا بما تهوى نفسي..
كيف لا والريح تصر إلا أن تكون الأهداف وفق أهواءها
وما كانت الحرب كفؤا أبدا..
وما كان الجهد بمدرك ما أجهد صاحبه..
عفوا فقد جف حبر التمني..
وتعرق الكف..
وسقط ال..
قلم..
عذرا..
فقد حان موعد الختام..
والأيدي تلوح في الأفق البعيد بالسلام..
وها هي الأقلام..
قد رفعت..
وما جفت في أضلعي الأوجاع..
ضائع أنا في لجج المتاهات..
في الحر والقر والأصقاع..
والشتاء يشكل خارطة الوجدان..
أعاصير تعصف بآخر رمق من سكينة تحتضر..
ها هو يا سيدتي آخر موسم للحنين..
أحتفل به وحدي..
كعادتي منذ عشرين عاما..
وأظنه الموسم الألف..
لالا..
ربما الألف..
أي نعم لكن بعد العشرين الأول..
لست أدري كم صار العدد على وجه اليقين بعد أن غال المعدود على الأعداد..
ورتب في الجوانح قروحا..
وهل كان اليقين يقينا إلا بعدما بان عنه وجه الظن..
وانجلى أفق الإدراك حتى جاز حدود الشك..
فكيف بما لا ينجلى وجوده عن أصل عدمه؟!.
هي يا سيدتي ألف نوبة مد في موسم هلكة..
تبدأ السريان من الأعماق سيرا إلى الظاهر وتتعنون على يديها ملامحي..
ليقال ماذا ألم به فيقال ألم الحنين ألم به..
وضم جنباته فزم بعضه إلى بعضه..
حتى كادت ضلوعه أن تنفجر..
تعلن دقة ساعته حينما تنضج ثمار الليل في الفضاءات..
ويغتال الظلام كل ما يمتد إليه البصر..
يقال يا سيدتي أن الليل هو الأب الشرعي للحنين..
وأقول لهم عذرا يا سادة..
إن الحنين حينما يولد يولد على قيد المجهول لقيطا..
لا أب له ولا أم..
ليخلف في الأعماق أطلالا لا تعمر أبدا أثر معركة دامية في كل مرة..
ضحيتها روح ونبض وبقايا جسد هو إلى جثمان أقرب منه إلى بدن حي..
فلا أعاذه الله أبدا مما أخلف في ضحاياه..
هي الآه نبت شفة تشظت فوقها الكلمات واختزلت الأبجدية في حرفين من حرقة يسيلان كما اللهب..
وآه من لغة بقاياها هي الآه..
ها هي يا سيدتي نفس الشوارع والأرصفة والدروب التي جمعتنا يوما..
تشكو الوحدة مثلي وتؤدي دين التمزق..
كل ليلة..
تشكو غربتها لكل عابر..
ومن عجب أن يشتكي مقيم لمسافر..
والأعجب يا سيدتي..
أن يشتكي مبتهل محراب لمقامر..
فلمن سأعود وأشتكيك..
وكل ما في الحياة غادر..
إذن سأجهر من خلف العراء بمعصيتي..
ثم..
ثم أغادر..
أهاجر إلى دنيا هناك لست أدري أين يكون؟!..
حيث لا وجع..
ولست أدري أين يكون أيضا؟!..
زمان..
حيث لا محل للشكوى من الإعراب فيه..
ولا أسوار ولا قيود..
ولا أساور..
فلا عليك إذن..      
(نص موثق)
.....................
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي