جاءت إليَّ و سيل الدمع تذرفهُ
و القلبُ سال حين رآها مدرارا
سألتها الحال مما الدمع تسكبهُ
قولي بربكِ صار القلب محتارا
ففاض منها سرٌّ طال مَحبِسُهُ
طَعَن الفؤادَ بضربٍ حلَّ تكرارا
فلستُ أدري أين النفس قد وقعتْ
من الضلوع و ما بالكون قد صارَ
و لستُ أدري أين الرِجْلُ تأخذني
ما عاد يُمسك مني العقلُ أفكارا
أكان هذا جزائي حين أَصْدُقُكِ
أنَّ الفؤادَ لدرب هواك اختارَ
تدرين أنّي بكل الحسِّ أعشقكِ
جعلتُ بيني و بين سواكِ أسوارا
أنتِ الحبيبة ليس سواكِ أعرفها
أنتِ الجنان فكيف غدوتِ لي نارا
تدرين أنّكِ لستِ لحبي مسكنهُ
و كان منكِ زيف البَسمِ سَتّارا
يا ليتَ مُتُّ و هذا الشيء أجهلهُ
فالموت أهون مما جئتِ إخبارا
مهما يطول بي عمري من الأمدٍ
فالقلب مات فأنى يحس أعمارا
مهما سكبتِ فليس القلب ينظركِ
من الدموع فقلبكِ كان غَدّارا
العين أعمت فما للدنيا تبصرها
و أنتِ مُتِّ بقلبٍ فُتَّ أشطارا
هشام العور
تعليقات
إرسال تعليق