التماثيل/ القسم الأول.
كان الوقت مغبراً, في وقت هذا الغبار المتبجح العاري, و لما فشلَ النسرُ في تعليم الضفادع فن الطيران, أيقنَ أن الطيبة ,تحدق بها عيون الأرانب , و ترتاب منها الغربان و العقارب...مضى لجرحه يشكو طعنات الأقزام..اصطحب َ معه..صرخاته و خريطة انتسابه و انطلقَ خارج الزمان و المدن...
اخترق َ الغابة الوحشية بصبرٍ , تعلمَ التحليقَ منذ الطعنات الأولى من صدر الرصاصة!
نزع َ بحد الجموح الكثير من الأشواك و مخالب الردة.
وصل َ الشمسَ قبل طلوعها.. تخيلَ الشروق وهو يجلس على حافة بئر مهجور..أخذَ يبحث عن ذاكرة المياه..و من كانوا..
أخذَ يحرك ُ المكان بأصابع شاردة في هواء الأمكنة المنتظرةْ
تنقلت ْ جوارحه..من هنا..إلى هناك..تبسمت ْ له شجرة لوز ٍ في طيف مر معاتبا..
تنقلت أضلاعه..صعد الجبل الآخر..نزل الوادي..و الغابة خلفه..حائرة في سؤال : قتلناه..طردناه..سجناه..في كل عام نقتله..سنة! و لم يمت هذا الكنعاني بعد؟
الوقتُ مكفهر..يرتجفُ تحت ثلوج التواطؤ ..تقدمَ النسرُ أكثر من دمه.. قال في نفسه"
-ليس للضفادع أي مستقبل في الفضاء !
جمع َ كومةَ حجارة.. أخرجَ خنجره جده من جيب سترته الخضراء..و بدأ ينحت في الحجارة..
و بدأت رحلة الصقل.. و الغضب..
سليمان نزال
تعليقات
إرسال تعليق