التخطي إلى المحتوى الرئيسي

بقلم/كريم خيري العجيمي/////


عدني..!!
ـــــــــــ
-#أما_بعد..
فسأذهب معك..
لكن، هل بوسعك أن تأخذني إلى غير الحزن؟!..
هل بوسعك أن تعيد لي قلبي الذي طعن؟!..
هل بوسعك أن تمنحني ابتسامة لاتزول؟!..
وفرحا لاينقضي، وحياة لاتبأس..
فقد قالوا لي قبلك، ولم يفعلوا..
وفعلوا غير الذي قالوا..
فكان فعلهم أسوأ من نكران المعاول، وقولهم أوجع من قتور الصمت..
هل بوسعك أن تجعلني أولد هذه المرة على قيد الحياة؟!..
فقد أوسعوني قبلك حزنا وموتا وبؤسا ووجعا..
هل بإمكانك أن تعيد لي عمري الذي سرق؟!..
وأن تمنحني بر أمان..
فأنا أتيتك من خوف، من فزع قديم..
من حلم هَلِع..
ومن قيامة رجاءات..
بارت جميعها وأنا أطرق موصد الأبواب..
كأنه دين على روحي، مت تعبا وأنا أقضيه..
ولاااااجواب..
جئتك، وأنا أنتظر البعث..
بعد طول مكث في برزخ النسيان..
جئتك وبداخلي ندوب كثر، ويأس وضجر..
وملالة من كل شيء..
وألف خندق محفورة في أعماقي، كلها على قيد النزف..
خذني لمرة إلى غير الحزن..
فأنا مذ أتيت ما عرفت سواه..
خذني، إلى شاطئ لايشيخ عليه العمر، وأنا أرتقب السفن القادمة من خلف الغياب، محملة بألف غياب..
لاتعرف سوقا غير قلبي..
وكأنه وحده بيت الدمار، وموضع البوار..
فتنفق فيه بضاعتها..
ذلك البائس الذي قتله الصبر واجتمعت عليه الخيبات، وهي تعلم أن خيبة واحدة تكفي لألف عمر..
فكيف بألف خيبة، وعمر واحد؟!..
خذني،،،
إلى أرض مرت عليها سنون العجاف ومضت، وآن لها أن تنبت حلما..
خذني،،،
إلى أرض لم يقتلها ملح الدموع، وهي تنتظر..
لاتعرف لها من الحياة غيره، فتكتب به قصة انتظارها، وانكسارها، وضعفها، وقلة حيلتها..
وهوانها على أولئك الذين صلبوها ضحية وعد..
فلا الوعود صدقت، ولا هُم كانوا أهل وفاء..
خذني،،،
إلى أرض لاتنكر فيها الأوطان أهلها..
ولايسلط المرء فيها سهام الخديعة-أول ما يفعل-على قلبه فيرديه..
هل يمكن أن أئتمنك على ضعفي؟!..
فما أكثر الانهيار في حياة أمثالنا، وما أكثر الانطفاء..
ما أكثر الحزن، وأوفى دواعيه..
فعدني،،،
أنك لن تتركني، أقاسي الوحدة يوما، وأكابد الندم..
فقد أتيتك من تاريخ موبوء بالفراغ، مملوء بالعدم..
سأذهب معك أينما شئت..
لكن قبلها، عدني..
أنك لن تأخذني إلى مواطن السوء مرة أخرى..
عدني،،،
أنك لن تعيدني إلى حيث أنكسر..
فبعض الكسور يا عزيزي لاترممها طبطبة الأيام..
وبعض الأمنيات تخلف بداخلنا ملايين الشظايا..
فمن حينها سيصدق..
أننا-بأيدينا-زرعنا القنابل، وأن دولة البعثرة تلك..
أول الحصاد؟!..
انتهى..
(نص موثق)..

النص تحت مقصلة النقد..
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بقلمي العابث..
كريم خيري العجيمي

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

بقلم الرائع أ/شوكت صفدي/////

"... نسيت وجعي، تعطر حزني بالحرية، نأيت عن أزمنة الشقاء، أزمنة الموت قهراً، وتوقفت معك لحظات الحلم، مبللين بأمطار تشرين ورعود تشرين ورياحه ووريقاته فوق قارعة الطريق القديمة، وعطره الخريفي.. وكانت جميعها تعزف موسيقا رقصتنا !.. جزء مني عاد إلى جسدي، وظل جزئي الآخر يرقص بين أطيافك.. سألتني أن نجعلها ألف عام قادمة.. وقلت، بل أريدها أن لا تنتهي خلود الزمن... لم تنقطع موسيقى الوجود لحظة، ولم ينقطع عزيف المطر والريح فوق النافذة، ونيران الموقد لم تخمد جواري... ومراهقتي التي هربت زمناً، ها هي تركض فوق الطرقات عائدة إلي، ترقص تحت المطر.. وشبابي المهاجر يستقبلني بشعر أشقر.. وطفلي الضائع في الغربة، يرجع من الفرار الى صدري، وإلى حضن وطن.. " يا عطر " . " عطر خريفي : من رواياتي "

بقلم الرائع أ/محمود عمر/////

«شرفة العمر الحزين» *********** عشت عمري كله شتاء وخريف وظللت أحلم كل يوم أن يأتي الربيع وطال بي الانتظار في شرفة العمر الحزين أتدثر بالأمل كلما اشتد بي الصقيع وكلما مر عام أنتظر البشارة تأتي في عام جديد يأتي فيه الربيع مرت الأعوام تباعاً عام خلف عام خلف عام والأيام تزداد قسوة والعمر شيء فظيع كم تمنيت أن يسرع الخطى ولكن الأمنيات عندي مستحيلة في زمن القساوة شنيع لم تشفع عنده طيبة القلب... ولا طيلة الصبر على الأحزان... ولا كثرة جروح الروح وآلام القلب وكأن الفرح علي منيع...!! حتى جاءني سهم الموت في وتين القلب من سند الحياة ممن ادخرته للأيام عوناً وليت الموت وقيع  لأذوق الموت مراراً  وطعم السكرات مرير...!!  أيا موتاً يأبى  يقربني  ألا لك من سبيل أسلكه...؟!  أو باباً أكون له قريع...؟!  لأترك دنيا نكرتني  فكرهت كل ما فيها  فكل ما فيها وضيع  فامدد يدك بكأس المنايا  فكم تجرعت أمر منه...!!  ولم أشتك يوماً  وكن معي خير صنيع...!!  محمود عمر

بقلم الرائع أ/عبد الرحمن القاضي/////

"غَزَليَّة" في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا نَدنوْ مِنْهُ ولا يأتيْنا نُهدِيْ عِطْرَ الحُبِّ إلَيْهِ ويُعَشِّمُنا ويُمَنّيْنا فَرْدٌ مِنْ عائِلَةِ الوَرْدِ يَنْضَحُ فُلّاً أو ياسَميْنا يَضْحَكُ إنْ قد كُنْتُ سَعيداً أو يَبْكِيَ إنْ صِرْتُ حَزيْنا ما في قَلبِيَ إلّا أنْتَ أمّا غَيْرُكَ لا يَعْنيْنا في الشامِ غَزالٌ يُغريْنا... ! #عبدالرحمن_القاضي