* حديث الشمعة *
_أحس بدفئها،تتموج شعلتها،نسيمات تداعبها،
فترقص على منوالها،يتورد خدي من انعكاس نورها،وتبدو عيناي تشعان ومضات من الغبطة والسرور، وعاد طفلي،فاحتضنته ،هاهو يلاعب الشمعة ،يتمعن في عبراتها المنسكبة،حارة جدا،
حرارة وجدانها،وفؤادها الرومانسي الذي يضفي
على الفضاء متعة لا تنسى.
_ الشمعة لا تفضحني،ولا تجعلني أخجل من فيضان إحساسي الذي يجرف الأسرار ويكر معه الذكريات ،في سريان غامر،عيدان حطب ،وبقايا أشجار يابسة،كان لا بد من قذفها ،ليبقى القلب متسعا لأساطير الحياة التي هي في الطريق ولم تختزن بعد.
_ ما يبهجني مع الشمعة ،انها ألبستني وشاح البوح وترطيب القلب ،وعصر الذاكرة ،فتذوبان معا وتتعانقان، واسمعهما يتهامسان : اليوم يومنا وراحتنا في واحة فتح السجلات ،سننزع برنس الكتمان ونخرج عن كتماننا ونشهر صفحتنا كما خلقنا.
_ مجرد ارتدائي للوشاح ،شعرت بالستر وتقدير الذات،وقبلت بصورتي الذهنية والجسمية،احتضنتها .
_ باركت الشمعة هذا الود ،ورقصت أكثر وعلا لهيبها وحمرتها،فعكس ظلالا على الغرفة،شبيهة بالدم الصينية القديمة التي تحرك من وراء الستار .
_ بدأت الحكايات تنساب من الذاكرة،بعد رؤية الضوء الأخضر من القلب،وطفلي يحكي مغامراته في الحقول والجري وراء الفراشات، ورعي الأغنام ،والتمرغ فوق الحشائش بدون جدران ،على مد البصر،كل هذا وعقارب الساعة نشطة تسرع هي الأخرى،وعسل الشمعة يقطر،ويقطر، وستار رموشي يرتخي قليلا،قليلا ،حتى يغلق الدكان،ويتوارى الزبائن، وتسقط يدي على الفراش ،وتتلاشى قوتي .
_ وبحنان شديد ،أرى رأسي على وسادتي التي فرحت باحتضانه، فهي باردة وتنتظر الدفء التي تعودته .
_ وما زالت رائحة الشمعة في أنفي ،بعد أن ضحت بعمرها ،وأهدته مجانا لفسحة وتجوال قلبي وذاكرتي.
_عبدالعزيز عميمر. كاتب وقاص من الجزائر.
تعليقات
إرسال تعليق